رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كل من يحفظ التعليم هو في طريق الحياة ورافض التأديب ضال (سر عدم شعورنا بالله وإحساسنا بأنه تخلى عنا) ان احكامك عظيمة لا يُعبَّر عنهـــــــــــــــا، v الإنسان الذي دخل – بالحقيقة – في سرّ التبني في المسيح يسوع ربنا،يتذوق قوة الأبوة التي لله الظاهرة في تأديبه وتهذيب نفسه، لأن كل ابن حقيقي يؤدبه أبوه، لأن البنوة التي تتوقف على المستوى النظري والتلذذ بفلسفة المحبة العاطفية، بلا أدب ولا تربية ولا تقويم، هي بنوة مزيفة لأنها حبيسة الفكر بعيدة عن الواقع العملي المُعاش؛ وينبغي أن نعلم أن التأديب ليس فكره، لكن في خبرة واقعه (أي أن وقت التأديب) يشعر فيه الابن بحزن أليم قد يصل للبكاء، لأن الأب ينتهر ويوبخ، بل وقد يعنف [لا الغريب عنه بل ابنه الخاص لأنه حبيبه الذي يُحبه]، وبسبب محبته العظيمة أحياناً يُعطي ضربات خاصة موجعه لكي يستفيق ابنه من غفوته ويستقيم في طريقه، فيصير ابناً صالحاً مفلحاً في كل شيء، وينجح في كل طرقه المستقيمة التي وجهه إليها أبيه السماوي. v لذلك فأن لله غضبه الخاص على النفس التي آمنت بهإله حي وحضور مُحيي، وغضبه غضب أبوي يُعلن للنفس التي تُريد أن تحيا معه بإخلاص للنهاية وليس لمجرد فترة وجيزة، لذلك فكل رفض لموضوع الغضب الإلهي في الكتاب المقدس والتعليم يوضح أن الناس الرافضة لهُ بإصرار، لم تدخل بعد في سرّ التبني الحقيقي، لأن كثيرون يحيون مع الله حالمين، يحيون (مُدللين) في جو رومانسي من العاطفة المتقلبة في حالة من عدم النضوج والوعي المسيحي الأصيل، يعيشون على مجرد انفعالات وحياتهم كلها مضطربة ومضروبة بأوجاع داخلية كثيرة، لأنهم تارة يشعرون انهم في القمة لأن الانفعال وصل لأوج عظمته بسبب تأثير ما مؤقت، وحينما يزول المؤثر يحزنون ويتضايقون ويفقدون الرجاء، أو يشعرون بأنهم في وحدة وانفصال عن الله، فيبحثون عن المؤثر الخارجي لكي ينفعلوا به مرة أخرى ليعود شعور لذة العاطفة التي ضاعت بزوال المؤثر، سواء كانت عظة أو ترنيمة حماسية أو شبع قراءة دسمة تُحسن من مزاج الإنسان، أو كلام في علم النفس أو المشورة أو التنمية البشرية يؤثر عاطفياً ويُثير الحماسة.. الخ، وهذا مثل طفل لا يبحث عن الطعام المفيد لبنيان جسده، بل يبحث عن كل ما هو حلو مع أنه غير نافع لهُ وقد يضره، لكن من شدة حلاوته في فمه فأنه يتلذذ به غض النظر عن نفعه من ضرره، وهذا يُظهر عدم نضوجه بكونه ما زال طفلاً. v لذلك ينبغي أن نُدرك الحقيقة، لأن الانفعالات النفسيةلم ولن تكون مقياس صالح ونافع للحياة مع الله على وجه الإطلاق، فكل من يقيس حياته مع الله على انفعالاته معتمداً على شعوره فأنه يخيب دائماً في الطريق الروحي ويعيش على المستوى الحسي الذي للجسد، ومع الوقت يا إما يتوه تماماً ويبتعد عن الطريق المستقيم بضلال فكره الغير مستقيم، ثم ينكر الله، حتى أن كل ما سمعه عنه يعتبره لغو كلام باطل أو مجرد وعظ من فوق المنابر، أو يستمر واهماً مخدوعاً من نفسه ويظن أن حياته مستقيمة مع الله بسبب انه ما زال يتأثر نفسياً ويهتاج عاطفياً، لكن في الحقيقية الحياة مع الله ليست مجرد انفعالات متقلبة حماسية، ولا هي تأثيرات بعظات وترانيم تحرك المشاعر وتُثير العاطفة. v لكن في الحقيقة أن الحياة مع الله لها مقياس حساسفهي لا تُقاس إلا فقط على الوصية وحدها، لأن الانفعال النفسي والهياج العاطفي مآله إلى الزوال، لأنه غير ثابت على وضع محدد، لأنه في وقت الألم والضيق في الحياة الحاضرة الواقعية تتغير المشاعر وتتبدل العاطفة، لكن الذي يُثبت ويوضح لنا أننا ما زلنا نسير في الطريق هو طاعة الوصية والحياة بها، لأن محبة النفس للمسيح الرب تجعلنا نطيع وصاياه في كل الظروف (مهما ما كانت صعبة أو مُريحة أو مضطربة او مشوشة)، بلا تراجع أو استسلام أو عودة للوراء أو حتى انتظار مكافأة بسبب هذه الطاعة، لأن الطاعة هنا في ذاتها عمل محبة إيجابي لا تطلب ما لنفسها، بل تطلب عريس النفس لكي تحيا في جو الشركة معه في مجال حضرته الخاص، لأن النفس كالعذراء التي تنتظر حبيبها، فهي لا تسعى لهدية إنما للشركة والوجود الدائم معهُ في السراء والضراء. v فعزاء النفس وفرحها الحقيقيهو في تذوقها روح الأبوة حينما تجد أن الله يراعاها كما يرعى الراعي الصالح قطيعه، فتجده مهتم جداً ومنتبهاً لحياتها ويُريد أن يقومها بالتأديب والتهذيب، فكما أن الفلاح يتعب ويبذل طاقته كلها ليقوِّم الشجر ويُصلح الزرع ويعتني به ويرعاه لكي يثمر في أوانه، هكذا الله بأبوته الحانية في المسيح يسوع يعتني بنا عناية خاصة جداً كأحباء، ليقومنا ويجعلنا نافعين وصالحين لملكوته الخاص. v فكل نفس لا تتهذب وتتأدب تأديب الربتضل عن الحق بسهولة، وتضيع في طرق الإثم وتنسى الله وتعتزل عنه، لأن هؤلاء هم النفسانيون الذين أطفأوا الروح القدس فيهم وضربهم العدو في مقتل، لذلك يأتي عليهم تأديب قاسٍ حتى يستفيقوا. قد نسيك كل محبيك، إياك لم يطلبوا، لأني ضربتك ضربة عدو، تأديب قاسٍ، لأن إثمك قد كثر وخطاياك تعاظمت؛ هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل: اذهب وقل لرجال يهوذا وسكان أورشليم أما تقبلون تأديباًلتسمعوا كلامي يقول الرب؛ فتكونين عاراً ولعنة، وتأديباً ودهشاً للأمم التي حواليك إذا أُجريت فيكِ أحكاماً بغضب وبسخط وبتوبيخات حامية، أنا الرب تكلمت. (أرميا 30: 14؛ 35: 13؛ حزقيال 5: 15) v فسر عدم شعورنا بالله أحياناً كثيرةوإحساسنا انه يحجب وجهه أو نسينا وتخلى عنا، آتٍ من أن حياتنا فيها عوجٍ ما يفصلنا عن طريق الحق الإلهي، ونحتاج بالضرورة التأديب والتقويم بروح الأبوة حتى نعود إليه ونحيا معه باستقامة وجدية، لنستطيع ان نُعاين مجده ونراه فنشبع وتفرح قلوبنا، لأن بدون القداسة ونقاوة القلب لا يُعاين أحد الرب إطلاقاً مهما ما فعل أو صنع، أو قال إنه مؤمن وقديس في المسيح، لأن القداسة يا إخوتي ليست نظرية فكرية ولا إحساس نفسي بسبب قناعتنا العقلية، بل هي منهج حياة دائم مستمر نسير فيه، والإنسان لو عاش لله كابن طائش لا بد من ان يشعر أن وجهه محتجب لذلك يقول مرنم المزامير: لماذا يا رب ترفض نفسي؛ إلى متى يا رب تنساني كل النسيان، إلى متى تحجب وجهك عني؛ تحجب وجهك فترتاع، تنزع أرواحها فتموت وإلى ترابها تعود؛ أسرع أجبني يا رب، فنيت روحي، لا تحجب وجهك عني فأشبه الهابطين في الجب؛ طوبى للكاملين طريقاً، السالكين في شريعة الرب. (مزمور 88: 14؛ 13: 1؛ 104: 29؛ 143: 7؛ 119: 1) v لذلك أعزاءي القراءفأن كل من يحفظ التعليم كاللآلئ والجواهر الثمينة بكل حكمة وفطنة وانتباه الأتقياء المحبين لله هو في طريق الحياة، ورافض التأديب ضال؛ لأن كل من يحب التأديب يحب المعرفة، ومن يبغض التوبيخ فهو بليد، من يرفض التأديب يرذل نفسه، ومن يسمع للتوبيخ يقتني فهماً (أمثال 10: 17؛ 12: 1؛ 15: 32)، واعلموا يقيناً أن من يمنع عصاه يمقت ابنه ومن أحبه يطلب له التأديب (أمثال 13: 24)، لذلك قيل عن الرب أنه كراع يرعى قطيعه بذراعه يجمع الحملان وفي حضنه يحملها ويقود المرضعات (إشعياء 40: 11)، لذلك مكتوب: عصاك وعكازك هما يعزيانني (مزمور 23: 4) v وليس لي إلا أن أختم الكلام بما هو مكتوب:اسمع المشورة واقبل التأديب لكي تكون حكيماً في آخرتك (امثال 19: 20)، وطوبى لمن يعرف في أي زمان يعيش لكي يتصرف التصرف اللائق الحسن بكل حكمة قابلاً كل ما يعمله الله في حياته بالشكر والعرفان بالجميل، لأنه منذ أن تاب وعاش بالإيمان فالله الآب قد صار له أباً في المسيح يعتني به عناية فائقة لكي ينقي قلبه ويصحح حياته ويضبطها في البرّ والتقوى ليكون صالحاً لملكوته، لذلك مكتوب: إني كل من أُحبه أوبخه وأؤدبه، فكن غيورا وتب (رؤيا 3: 19) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|