منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 08 - 2018, 07:11 PM
الصورة الرمزية sama smsma
 
sama smsma Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  sama smsma غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

محبة السيدة العذراء

تحتل السيدة مريم العذراء، والدة السيد يسوع المسيح، مكانة كبيرة ومرموقة في الثقافة المصرية عامة وفي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية خاصة، فلمريم العذراء كرامتها عند المواطنين المسيحيين والمسلمين على السواء، يبجلونها ويقدرونها ويحترمونها ويقدرون مكانتها.
ندون هنا، وبمناسبة صوم السيدة العذراء، بعض الملاحظات الخاصة بمكانتها في الثقافة المصرية الشعبية التي تتوارثها الأجيال جيلًا بعد جيلًا بما ساعد على استمرار بعض تلك العادات والممارسات والتقاليد، الكنسية والشعبية، ربما منذ دخول المسيحية مصر وإلى اليوم.

* يبدأ المواطنون المسيحيون صوم السيدة العذراء مريم، والذي يستمر لمدة أسبوعين، من 7 إلى 21 أغسطس، حيث يحتفلون يوم 22 أغسطس بعيد إظهار صعود جسد السيدة العذراء إلى السماء، حسب العقيدة المسيحية. والواقع المصري يكشف أن السيدة مريم العذراء هي قديسة عند المسلمين مثلما هي قديسة عند المسيحيين، الجميع يقدرها ويحترمها ويبجلها ويطلبون شفاعتها لقضاء حوائجهم، بل إن بعض السيدات المسلمات يصمن هذا الصوم تقديرًا وحبًا لها، ومن جانب آخر مشاركة لصديقاتهن وزميلاتهن المسيحيات، بما يثبت أنها حالة مصرية فريدة ومتميزة.
*يقدس المسيحيون صوم السيدة العذراء، رغم أنه صوم من الدرجة الثانية، حسب درجة النسك في تصنيف الكنيسة له، محبةً فيها وطلبًا لشفاعتها في كثير من أمور الدنيا (نجاح وتفوق في الدراسة- فرصة عمل- ارتباط- إنجاب- مرور من ضيقة مالية.. إلخ)، بل ويتشفعون بها وهم يتطلعون إلى الحياة الأخرى، كشفيعة أمينة لهم أمام الله سبحانه وتعالى.


محبة السيدة العذراء


*على الرغم من أن صوم السيدة العذراء يبلغ 15 يومًا، من أول مسرى حتى 15 مسرى- حسب التقويم القبطي، الموافق من 7 إلى 21 أغسطس، إلا أن البعض يصوم ابتداء من أول أغسطس، أي لمدة ثلاثة أسابيع، والبعض الآخر يبدأ الصوم مع بداية الأسبوع الأخير من شهر يوليو، أي لمدة نحو شهر، وعلى الرغم أيضًا من أنه مسموح بأكل الأسماك والمأكولات البحرية في هذا الصيام إلا أن البعض يزيد من النسك والتقشف في هذا الصوم ويرفض تناول الأسماك، حيث يأتي ذلك منهم حُبًا في العذراء وتكريمًا لها وطلبًا لشفاعتها وأخذ بركتها ببذل المزيد من التقشف والنسك.

* تطلق الكثير من الأسر المسيحية على بناتها اسم "مريم"، أو أحد الأسماء الموازية له في اللغات الأخرى (ماريا- بارثينيا- ماري- ماريان- ميريام- جونير..)، وعلى اسمها الكثير من الراهبات والمكرسات في أديرة مصر وكنائسها، بل وهناك فتيات مسلمات يحملن أيضًا اسم "مريم" التي جاء ذكرها في القرآن الكريم ولها سورة على اسمها "سورة مريم". * اهتم كثيرون من الشعراء والكتاب بمدح السيدة مريم العذراء، تأثرًا بحبهم لها، فألفوا القصائد والترانيم التي استمرت جيلًا بعد جيل تتوارثها الأجيال وتتغنى بها بابتهاج عظيم، ليس في الأعياد والمناسبات فحسب وإنما طوال العام، حتى أصبحت العذراء مريم قاسمًا مشتركًا في كل احتفالات الكنيسة المصرية، تبدأ التماجيد بمديحها وتبجيلها.

* هناك تراتيل وترانيم ومدائح كثيرة للسيدة العذراء، تمثل- دون شك- تراثًا خصبًا وغنيًا من تراتيل الكنيسة المصرية وموسيقاها وألحانها، وهي تراتيل يتغنى بها الصغار ويشدو بها الكبار على السواء، في القداسات اليومية، والاجتماعات الروحية، وبالأخص في المناسات التي تتعلق مباشرة بالعذراء مريم مثل فترة الصوم الذي يحمل اسمها وينتهي بعيدها (7 أغسطس- 22 أغسطس)، ومن أشهر تلك التراتيل: أمنا يا عدرا- يا م ر ي م- يا مريم البكر- مجد مريم- في ظل حمايتك- حبك يا مريم- يا من عُطيتي- سلامنا إليك- رشوا الورد يا صبايا- أنت الشفيع الأكرم- يلا اظهري- طوباك يا مريم- العدرا معانا- يا ملكة بارة نقية- أنت منارة الأقداس- العدرا الحبيبة- زي النار ما هي في العليقة- السلام لك يا مريم.. وغيرها الكثير والكثير. ولعل من يتأمل تلك المدائح يكتشف أنها تعكس في مجموعها مهارة واسعة في التأليف، بالإضافة إلى اللحن الذي يميز كل ترتيلة، بشكل يجعل المرتلين يشعرون بسعادة غامرة وهم يرتلونها وكأنهم في السماء، يقفون في حضرة الملائكة والقديسين، خاصة وأن تلك الترانيم- التراثية والحديثة منها على السواء- تجمع بين بساطة الكلمات وعمق معانيها، ببن اللاهوت والعقيدة إضافة إلى التأمل الروحي.. إنها عبقرية المؤلف والملحن اللذين ذابا عشقًا في محبة السيدة العذراء.



* إذا كان كثيرون من المسيحيين، وليس كلهم، يؤمنون بشفاعة العذراء مريم في جنس البشرية، ودالتها الكبيرة عند الله، فإنهم ألفوا المدائح الكثيرة التي تطلب شفاعتها، وتعبر في ذات الوقت عن محبتهم الكبيرة لها، ومن ذلك مديحة تراثية تقول بعض أبياتها:

يا مريم تاج راسي* يا عزي بين ناسي* مدحك بين جُلاسي* كزلال ماء يرويني
يا مريم خاف قلبي* من ثقل حمول ذنبي* لكن أرجوك حسبي* وبصلاتك نجيني
يا مريم غيثينا* بمراكب عدينا* حتى نصل المينا* يا ملجأ المسكين

*قلما يخلو بيت قبطي من صورة للسيدة العذراء، سواء بمفردها أو وهي تحمل الطفل يسوع، أو صورة تمثل العائلة المقدسة التي جاءت هربًا إلى بلادنا مصر بحثًا عن السلام، وفيها تبدو السيدة العذراء تمتطي ظهر حمار وهي تحمل الطفل يسوع ومعهما يوسف النجار خطيب العذراء، يتنقلون من مكان إلى آخر في أرض مصر حتى عادوا بسلام إلى موطنهم. كما تهتم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بوضع أيقونات العذراء على جدران الكنيسة وحجابها، الذي هو حامل الأيقونات، والذي يفصل بين الشعب والهيكل، فالكنيسة تضع أيقونة السيدة العذراء في الجهة البحرية من الهيكل حتى تكون العذراء على يمين السيد المسيح، ربما إعمالًا لقول الكتاب المقدس "جلست الملكة عن يمين الملك"، فالملك هو المسيح والملكة هي السيدة العذراء، حسب الفكر المسيحي.


محبة السيدة العذراء


* اهتم الفنانون التشكيليون من مختلف الأجناس، وربما من مختلف الأديان أيضًا، برسم وتصوير السيدة العذراء في صورة ملكة ترتدي التاج أو بوضع هالة حول رأسها، إذ يتميز الفن القبطي على سبيل المثال بأنه فن "الهالة والتاج"، ولقد رسمها الفنان المصري بملامح مصرية وكأنها سيدة مصرية أصيلة من ريف مصر، والفنان الإثيوبي رسمها بملامح إثيوبية والفنان الهندي رسمها بملامح هندية والفنان الإيطالي رسمها بملامح إيطالية، وهكذا فعل باقي الفنانين، وفي معظم أيقونات السيدة العذراء تبدو السيدة وهي تحمل الطفل يسوع المسيح على يدها اليسرى لتظهر العذراء على يمين السيد المسيح.

*ربما من أكثر الأيقونات الخاصة بالسيدة العذراء غرابة: أيقونة العذراء المُرضِعة وفيها يبدو الطفل يسوع يرضع من ثدي العذراء، في تعبير عن تجسد كامل وأمومة كاملة، فهناك رسم جداري لهذا المنظر على عمود بدير السيدة العذراء بوادي النطرون المعروف باسم دير (السريان)، جهة اليمين من هيكل الكنيسة الرئيسية بالدير، وكذلك هناك أيقونة لها بدير الملاك ميخائيل القبلي بمصر القديمة في الجهة البحرية من الكنيسة، بالإضافة إلى عدد آخر من الأيقونات في بعض الكنائس والأديرة، واللافت للنظر أن مصر القديمة قد عرفت تمثالًا لإيزيس وهي ترِضع ابنها حورس، وقد يعود الأمر إلى استمرار الفنون، تواصلها وتشابهها أحيانًا، إضافة إلى تأثر الفنان المصري بآبائه وأجداده.


محبة السيدة العذراء


* من الأيقونات الأثرية الفريدة أيقونة بكنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد- شبرا الخيمة في الجهة البحرية من الكنيسة، تصور العائلة المقدسة، القديسة مريم العذراء تمتطي ظهر حمار وهي تحمل الطفل يسوع ويبدو الشيخ يوسف النجار ماشيًا، وخلف العائلة المقدسة- وبشكل واضح- يوجد جامع له مئذنة، ومن المعروف أن العائلة المقدسة جاءت مصر قبل دخول الإسلام بنحو ستة قرون!! وأغلب الظن أن هذه الأيقونة ترجع إلى القرن الخامس عشر أو السادس عشر الميلادي، ولم تكن مصر قد عرفت الإسلام بعد، ولكن الفنان رسمها بروح العصر الذي يعيشه، بما يعكس عبقرية الفنان وتسامح الفن.

* اهتم الفنانون بتصوير رحلة هروب العائلة المقدسة إلى مصر وإقامتها في بلادنا مصر طلبًا للسلام، حيث استمرت الرحلة نحو ثلاث سنوات ونصف، وهم يرسمون أفراد العائلة المقدسة وخلفهم أحد معالم مصر الجغرافية مثل نهر النيل الممتد بطول البلاد، والذي عبرته العائلة المقدسة ربما أكثر من مرة وأقامت بجواره أحيانًا، كما يرسمون الأهرامات الثلاثة بالجيزة، التي ربما تكون العائلة المقدسة قد شاهدتها لكنها لم تقم بجوارها، إضافة إلى وجود حقول الزرع وأشجار النخيل في تلك الصور، وقد يكون هو الارتباط الوطني والديني عند الفنان المصري.
* "المولد" فكرة أصيلة في الثقافة الشعبية المصرية، ربما منذ أيام المصريين القدماء، إضافة إلى روافد أخرى، مما جعل تلك الظاهرة تستمر في الثقافتين المسيحية والإسلامية إلى يومنا هذا، وللسيدة العذراء العديد من الاحتفالات الكنسية التي تأخذ طابعًا شعبيًا إلى جانب الاحتفال

الكنسي، ربما من أشهرها احتفالات كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد شبرا الخيمة، وديرها بجبل الطير بالمنيا، ودير المحرق بالقوصية أسيوط، وديرها في درونكا بأسيوط..، وهي احتفالات يحضرها المسيحيون بشغف ويشاركهم بعض المسلمين أيضًا.
وإذا كان كثيرون يرفضون مصطلح "المولد"، خاصة مع ما يحدث به من ممارسات غير لائقة تم منعها بجهود الراحل البابا شنودة الثالث (1971- 2012م)، لكنها الثقافة الشعبية التي تفرض نفسها أحيانًا، وإن كانت تحتاج إلى تهذيب وتحديث، ويلاحظ أن هناك بعض الأسر التي ترفض الذهاب إلى المصايف، فمصيفها هو زيارة أحد "موالد" السيدة العذراء وشراء "الحمص والحلاوة" وإهدائه لأصدقائهم المسيحيين والمسلمين.

محبة السيدة العذراء


*في الاحتفالات الشعبية، "الموالد"، يهتم الزائرون- بعد زيارة الكنيسة وأخذ بركتها- بشراء "الحمص والحلاوة" وإهدائه للجيران والأقارب والأصدقاء وزملاء العمل، والبعض يفضل الجلوس على المقاهي و"الكازينوهات" التي تنتشر في فترة "المولد"، ويحرص الأطفال على شراء الألعاب، كما يحرص البعض على "دق" الصليب على بطن اليد (وبالتحديد المعصم) ورسم بعض الصور الأخرى، منها السيد المسيح مصلوبًا وصورة السيدة العذراء تحمل الطفل يسوع وصورة الشهيد مار جرجس أحد أبرز قديسي المسيحية في الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية على مستوى العالم. ويمارس البعض الألعاب الشعبية مثل "ركوب المراجيح" و"إطلاق النشان على البمب".. الخ، بينما تهتم بعض الأسر بنوال أبنائهم وبناتهم سر المعمودية داخل تلك الكنائس الأثرية، ليظل "المولد" يداعب خيال الكثيرين، وبالأخص الأطفال منهم والشباب، ينتظرونه من العام للعام.

* تحتل الكنائس التي تحمل اسم السيدة مريم العذراء في مصر المرتبة الأولى بين مسميات الكنائس، ويأتي ذلك انعكاسًا لحب المواطنين الأقباط للسيدة العذراء وتقديرهم لمكانتها وتشفعهم الدائم بها، ومن بين أشهر كنائس العذراء التي تحمل اسمها منفردًا كنيستها في: مسطرد- الزيتون- المعادي- مسرة- روض الفرج- عياد بك بشبرا- الفجالة- مهمشة- مصر القديمة (الدمشيرية)- حارة الروم- جبل الطير بالمنيا- الأقصر..، ومن الكنائس الحديثة: كنيستها في: الجولف- مدينة نصر. وهناك كنائس وأديرة تحمل اسم السيدة العذراء إلى جانب قديس آخر أو قديسة أخرى، مثل كنيسة السيدة مريم العذراء والقديسة دميانة بمصر القديمة والشهيرة باسم (الكنيسة المُعلّقة)، والعذراء ومار جرجس وأبو سيفين بحارة زويلة، ودير العذراء وأبي سيفين والأنبا أبرآم بالفيوم، ودير العذراء والقديسة دميانة في بياض بني سويف. بالإضافة إلى أديرتها العامرة بالرهبان في وادي النطرون (السريان- البرموس)، وفي الصعيد: المحرق ودرونكا وبعض أديرة أخميم، وأديرتها العامرة بالراهبات مثل ديرها في حارة زويلة حيث القاهرة الفاطمية.

هكذا تحتل السيدة مريم العذراء مكانة كبيرة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بصفة خاصة، وعند المواطنين المصريين بصفة عامة، فهي وحسب بعض التراتيل والترانيم: "دواء يبرئ التعبان" و"صلاحًا للتائبين" و"معونة لمن يريد"


  • د. رامي عطا صديق - كاتب وباحث



رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
صلاة إلى السيدة مريم العذراء، عيد السيدة المشورة الصالحة
طقس صوم السيدة العذراء | ما يقال في القداس | مديح لعيد نياحة السيدة العذراء
طقس صوم السيدة العذراء | ما يقال في القداس | مديح لعيد صعود جسد السيدة العذراء
ايقونة السيدة العذراء من كنيسة السيدة العذراء المعلقة من تصويري
لماذا نصوم صوم السيدة العذراء ؟ ملف كامل عن السيدة العذراء بمناسبة الصوم


الساعة الآن 09:22 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024