رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
رسالة راهبة من السماء جرى هذا الإنخطاف قبل دخول مريم بواردي دير الكرمل، في كنيسة القديس نيقولاوس، في أعقاب المناولة، التي أقبلت عليها، في شوق ملتهِب. ففي حين كان الكاهن يناولها القربان المقدّس، هتفت: “إنّك، يا أبتاه، تعطيني ولدًا” وهَوَت على الأرض جثّة هامدة. وقد استمرّت على هذه الحال أربعة أيام، كأنّها ميتة فيما وجهها زهريٌّ كأنّها نائمةٌ ! .. وعندما أُمرت مريم، سنواتٍ بعد ذلك، أن تُروي ما حدث لها في غضون تلك الأيّام الأربعة، سردت تفاصيل رحلةٍ، قلّما قام بمثلها إنسانٌ بالروح، فيما جسده على الأرض ينبضُ بالحياة. وليس أعذب مِن سماع روايتها من فمها: “نُقِلتُ إلى السماء، ورأيت العذراء القديسة يُحيق (يحيط) بها الملائكة، وإلى جوارها عددٌ غفيرٌ من العذارى، ورأيتُ نفسي صغيرةٌ جدًّا، بل قد تحوّلت عَدَمًا. ومع ذلك كنت أشعر أنّ جميع تلك النفوس كانت تحتضنني في فرحٍ جمٍّ. “وارتميت عند أقدام العذراء قائلة لها: “أيتها الأمّ الحنون، هل ستُبقيني هنا إلى الأبد؟… فأجابتني: “ما زال ينقُصكِ الكثير” “ليس بوسعي وصف ما كان يُحيق بها من مجدٍ. وقد قالت لها إحدى العذارى: “أيّتها الأمّ الحنون، ليست الفِعال (الأعمال) العظيمة التي تُنجز على الأرض هي التي تستأهل السماء، بل يستأهلها الوفاء الكامل. وإنّني أرضى بالعودة إلى الأرض من جديد، كي أتمّم كلّ عملٍ على أكمل وجه.” “وقد أبلغتني تلك العذراء أنّ الله قد أوكل إليها مهمّة إطلاعي على السماء، وكذلك على ما يجري على الأرض وفي المطهر وفي الجحيم. وقد أرتني يسوع، مُخلّصنا الإلهيّ، يضطرّم حبًّا، وعلى مقربةٍ منه، جماعة الرسل. وأرتني أيضًا جيش الشهداء، ونفوس الذين قاسوا، على الأرض مَحنًا شديدة. إنّهم لم يُريقوا دماءهم على حدّ ما فعل الشهداء، ولكنّهم يساوونهم مقامًا، لأنّهم حملوا صليبهم. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|