رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
+ إنه من غير اللائق تمامًا أن يبدأ التطويب من مصدرٍ آخر (غير المسكنة بالروح ومخافة الرب)، حيث بلوغ قمة الحكمة، لأن إكليل (بدء) الحكمة مخافة الربّ (١: ١٦)، ومن جانبٍ آخر يُوصَف الكبرياء أنه بدء كل خطية (١٠: ١٣). ليصارع المتكبر من أجل ممالك الأرض ويحبها؛ لكن "طوبى للمساكين بالروح، لأن لهم ملكوت السماوات". + من يجاهد من أجل الحكمة، ليس شيء بالنسبة له مثل القول: "مخافة الربّ بدء الحكمة". + أنصت إلى الكتاب المقدس: "إكليل (بدء) الحكمة مخافة الربّ" (سي ١: ١٦). لذلك يبدأ بخوف يوم الدينونة: فبالخوف يُصلح من نفسه، ليجاهد ضد أعدائه، أي ضد خطاياه. ليبدأ في تجديد حياته داخليًا، ويميت أعضاءه التي على الأرض، كقول الرسول: "فأميتوا أعضاءكم التي على الأرض... (كو ٣: ٥). إنه يدعو أمور الشرّ الروحية "أعضاء على الأرض"، إذ يكمل موضحًا ذلك "الطمع، النجاسة"، وغير ذلك. حتى أن ذلك الإنسان الذي يبدأ بالخوف من يوم الدينونة أن يميت أعضاءه التي على الأرض، يمتد إلى ارتفاع أعضائه السماوية وتقويتها. يمارس الصلاح بأعضائه السماوية. وإذ ترتفع الأعضاء السماوية، يبدأ الاشتياق نحو المخافة. يخشى أن يأتي المسيح على الإنسان الشرير هذا الذي يود أن يلعنه... الآن النفس الطاهرة التي تشتهي أن تحتضن عريسها، وتجحد الزاني، فتبدأ تشتاق إلى مجيء المسيح. إنها تصير بتولاً في أعماقها بهذا الإيمان والرجاء والمحبة. بهذا تثق النفس في يوم الدينونة، ولا تقاوم نفسها عندما تصلي: "ليأتِ ملكوتك" (مت ٦: ١٠). فمن يخاف من مجيء ملكوت الله ربما تحل به مخاوف لئلا يُستجاب لصلاته. القديس أغسطينوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|