لنكن أستراليين في محاربة التدخين

[MenA M.G]

احتفل العالم باليوم العالمي للامتناع عن التدخين، حيث نشهد فيه فعاليات عديدة تهدف إلى إبراز الجوانب والآثار السلبية لتلك العادة التي تسبب أكثر من خمسة ملايين وفاة سنويا، ولن أتحدث عن أضرارها العديدة، حيث أصبحت معروفة للجميع وباعتراف منتجي التبغ، ولكن سأحاول التركيز على التجربة الأسترالية في مكافحة التدخين، وكيفية الاستفادة منها، حيث نجحت في خفض نسبة المدخنين بين البالغين من %50 بعد الحرب العالمية الثانية، الى أقل من %13 في عام 2011، حسب دراسات المعهد الصحي الأسترالي، وهو انخفاض كبير في الوقت التي تشهد فيه دول كثيرة ارتفاعا ملحوظا في معدلات المدخنين، فأستراليا هي الدولة الأولى في العالم التي تمنع شركات التبغ من استخدام العلامات التجارية، كما أجبرتها على استخدام اللون الزيتي الغامق المنفر على علب السجائر، مصحوبا بصور مقززة تبين أضرار التدخين بأحجام تحتل معظم مساحة العلبة، مما يجعل الأشخاص، خصوصاً صغار السن، يفكرون ألف مرة قبل شراء التبغ، ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل تم حظر التدخين في نطاق مسافات محددة من الملاعب، ومواقف سيارات الأجرة، ومحطات الباصات، فضلا عن الأماكن المغلقة، كما يمنع التدخين في السيارات إذا ما تواجد أطفال فيها، ويُعرض المخالفون للعقوبات الصارمة. ويعد سعر السجائر هناك الأعلى عالميا، حيث يصل سعر العلبة الواحدة إلى تسعة دنانير كويتية، وتقوم الحكومة بزيادة ضريبة التبغ بشكل سنوي، فيقلل سعرها من الرغبة في شرائها، كما توفر تلك الضرائب موردا ماليا لتمويل حملات مكافحة التدخين. ويقترن ذلك بإجراء المؤسسات الصحية للعديد من الدراسات والاستبيانات لقياس مدى تأثير الإجراءات المتخذة على الفئات العمرية المختلفة، وذلك لإجراء التعديلات المناسبة على الإجراءات القليلة الفعالية. وحين أقارن شكل علبة السجائر الأنيق والمغري عندنا مع التحذير صغير الحجم أجد أنه آن الأوان لنحذو حذو الأستراليين في فرض هذه الإجراءات على شركات التبغ، وأدعو لأن نكون أستراليين في محاربة التدخين.
بوح الختام: أهنئ الدكتور عادل ملا حسين التركيت، بفوزه بجائزة منظمة الصحة العالمية في مجال مكافحة التدخين، وأتمنى من وزارة الصحة والجهات الحكومية الاستفادة من خبراته بشكل أكبر في تطوير نظم وآليات مكافحة التدخين.