رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف نتبع يسوع في الطريق
والخدمة لا تسبق التوبة والإيمان بالمسيح كيف نتبع يسوع في الطريق – والخدمة لا تسبق التوبة والإيمان بالمسيح كما أن الشظايا الصغيرة تدخل يد الإنسانفتتسبب في آلام مبرحة مع تورم يؤدي لسخونة الجسد كله وتسممه، هكذا أيضاً العدو الشيطان يغرس أشواك الخطايا في قلب الإنسان، حتى تمرض نفسه ويسحف السم القاتل في كل الأعضاء الروحية الداخلية حتى يُصاب الإنسان بالشلل الروحي، فتتعطل مسيرته لأنه صار طريحاً لفراش المرض الخطير الذي أصابه حتى أنه صار مشرفاً على الموت. وفي تلك الحالة لا تنفع نصيحة ولا كلام من أي نوع،لأن كل الحواس الداخلية التي للنفس صارت معطلة، لا تحتاج إلا لطبيب النفس لأن عيناه كلهيب نار تفحصان أستار الظلام، لأن كل شيء مكشوف وعريان قدامه، وهو يعرف داء النفس وكيف يُعالجها علاجاً فعالاً. وكما أن المتألم من الشوكة السامة المغروسة في لحم يدهيصرخ من الوجع حينما يشتد عليه فيسمعه الطبيب ويأتيه عاجلاً ليُعالجه بالجراحة واستخدام المشرط الحاد لكي يفتح ويستخرج الشظية، هكذا النفس التي تتألم داخلياً وتصرخ من شدة الوجع الداخلي فأن طبيب النفس يأتيها بقوة صليبة المُحيي ليفتح الجرح المتقيح لينتزع منها الأشواك التي سممتها، لذلك وفي تلك الحالة لا تحتاج لكلمات ولا نصائح ولا أعمال مقدسة أو حتى خدمة تقوم بها، لأن طريح الفراش لا يستطيع ان يقوم بأي عمل لأن قواه خائرة وأي حركة يفعلها فيها خطورة على حياته. فنحن لا نفعل أعمال رحمة أو أعمال الروحيين لكي نُشفى،لأنها لن تُشفينا بل ستجعلنا متوهمين أننا شُفينا، لأن المسكنات لا تنفع لشفاء المرض، بل تعمل على أن تتوارى أعراضه فقط ولكنه يظل فعالاً ولا يتوقف انشار السم في الجسد، لأن لو اكتفينا بالمسكنات فأن المرض سيتفشى إلى أن يصل بنا إلى الموت، لذلك الموضوع يحتاج علاج جذري، وكما رأينا في مثل الشظية المغروسة في اللحم، فهي تحتاج لمشرط الطبيب الماهر ليستخرجها ولا يُبقى منها شيئاً، لتعود الصحة للجسد. وعلينا أن نعي أيضاً أن الرب إلهنا رب الحرية والحياة،لا يفعل لنا شيئاً خارج إرادتنا، أي أنه لا يمد يده بالشفاء خارج رغباتنا، لأنه حينما كان يُناديه أحد ويصرخ إليه فأنه يقترب منه ملبياً النداء لكنه يتساءل: ما ذا تُريد أن أفعل؟ + وجاءوا إلى أريحا، وفيما هو خارج من أريحا مع تلاميذه وجمع غفير كان بارتيماوس الأعمى ابن تيماوس جالساً على الطريق يستعطي. فلما سمع أنه يسوع الناصري: ابتدأ يصرخ ويقول: [يا يسوع ابن داود ارحمني]. فانتهره كثيرون ليسكت، فصرخ أكثر كثيراً [يا ابن داود ارحمني]. فوقف يسوع وأمر أن يُنادى، فنادوا الأعمى قائلين له [ثق، قم، هوذا يناديك]. فطرح رداءه [وقام وجاء الى يسوع]. فأجاب يسوع وقال لهُ: [[ماذا تريد أن أفعل بك]] فقال لهُ الأعمى: [[يا سيدي أن أُبصر]]. فقال له يسوع: [[اذهب إيمانك قد شفاك]] [[[فللوقت أبصر وتبع يسوع في الطريق]]] (مرقس 10: 46 – 52) ومن هنا يا إخوتي علينا أن نتعرف على كيفية تبعية يسوع في الطريقوهي تبدأ بمعرفة أنفسنا وكم هي مريضة وقد أشرفت على الموت بسبب غرس أشواك العدو فيها، وما مدى عماها القلبي لأنها لا تستطيع ان تبصر النور وترى وجه يسوع، ومن وعينا الداخلي لمرضنا الروحي فأننا نصرخ إليه، طالبين أن يُشفينا من الداء القاتل للنفس، وحينما نؤمن نُشفى ونرى مجد الابن الوحيد، فنتبعه في الطريق ونسير معه للنهاية. فهذا هو الطريق السليم للتبعية ولا يوجد غيره طريق،فنحن نتقابل معه أولاً بالتوبة والإيمان به كطبيب حقيقي لنا، فنجد فيه شفاء لنفوسنا، فنتذوق قوة عمله فينا بسرّ المحبة التي له من نحونا، وفي تلك الحالة سنترك كل شيء وننادي باسمه لكي يأتي إليه الجميع ليتذوقوا قوة الشفاء الذي اختبرناه كواقع عملي في حياتنا الشخصية، لذلك قلت لكم سابقاً أن الخدمة لا تسبق التوبة والإيمان أبداً، لأنه لن يكون لها أساس متين مبنية عليه، لأنها في تلك الحالة ستكون مبنية على الرمل وستصير هشة تزول طبيعياً ولن يكون لها قيمة أمام الله ولن تُسعف النفوس المتعبة، بل دائماً الخدمة تأتي بعد التوبة والشفاء من الخطية: لأنها ستصير خبرة نفس التقت مع مسيحها الشافي، لذلك صارت بوعي تنادي الجميع إليه لكي يشفوا أيضاً ويتذوقوا حلاوة النظر إليه ويفرحوا بالغفران: طُوبَى لِلَّذِينَ غُفِرَتْ آثَامُهُمْ وَسُتِرَتْ خَطَايَاهُمْ (رومية 4: 7) فالخطية كالحمى أن لم نُشفى منهافكيف لنا أن نخدم أحداً بأي نوع من أنواع الخدمة: [فلمس يدها فتركتها الحمى فقامت وخدمتهم – متى 8: 15] فتركت المرأة (السامرية) جرتها ومضت إلى المدينة وقالت للناس. هلموا انظروا إنساناً قال لي كل ما فعلت، ألعل هذا هو المسيح. فخرجوا من المدينة وأتوا إليه. (يوحنا 4: 28 – 30) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
نتبع يسوع إلى النهاية |
نحن الآن في الطريق نتبع سيدنا |
ثمن أن نتبع الرب يسوع المسيح |
أبصر في الحال وتبع يسوع |
أنجيل لوقا - كيف نتبع يسوع |