من اجمل الصور التي يقدمها الكتاب المقدس، والتي يعتز بها الفكر المسيحي، لسموّها وقربها من نفوس المؤمنين هي تلك التي تمثل يسوع الراعي الصالح كما تكلم عنها المخلص نفسه عندما قال: “انا الراعي الصالح، اعرف خرافي وخرافي تعرفني، كما ان ابي يعرفني وانا اعرف ابي، وابذل نفسي في سبيل الخراف”. انه يرعى خرافه، يحرسها، يبحث عنها يدعوها باسمها، يبذل نفسه من اجلها.
وفي عبادتنا لقلب يسوع نستذكر هذه الصورة الجميلة، صورة الراعي الصالح الذي يبذل نفسه اي يضحي بذاته من اجل الخراف، بعكس الاجير اي الغريب الذي اذا رأى الذئب مقبلا ترك الخراف ومضى. وبذل الذات هو قمة العطاء، وهو حب يكشف لنا سر الوجود. فنحن لا نتبع تعليماً او نصاً بقدر ما نتبع شخصاً هو يسوع، ليس يسوع انسان الامس الذي كان، بل هو رفيق درب انسان اليوم، رفيق كل منّا ودليله في الحياة. يسوع الراعي الصالح يعرفك شخصيا، فيدعوك باسمك، واينما تتجه تتبعك انظاره باهتمام: فاذا زلّت قدمك أسرَعَ فسندك، واذا ضللت الطريق بحث عنك بجد وحملك على كتفه فرحاً ليعيدك الى المرعى الخصيب الامين لانه يحبك حباً لا حد له، ولا يطلب منك الا ان تبادله الحب عن طريق العمل بوصاياه عن حب، لا عن خوف. فلنحاول.