رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حينما تمرض النفس بالأهواء
ويصير القلب أرضاً مُظلمة ويصير القلب أرضاً مُظلمة والجسد مجال عمل الشهوات، فأن الثمر الخارج يعبر عن الموت، مثل رائحة القبر التي تدل على الموت الذي فيه، لأن النفس في تلك الحالة تصير عاجزة تماماً، وكل طاقتها الروحية مشلولة، وليس لها القدرة والا الصحة والعافية لكي تستطيع أن تقوم من مرضها لتُمارس الحياة الروحية وتعيش بالوصية، مثل الإنسان طريح الفراش المريض بالحمى الشديدة وقريب من الموت، فأنه لا يستطيع الحركة ولا يقدر أن يقوم بعمل الإنسان الطبيعي الذي كله صحة وعافية، لأنه لو حاول لن يستطيع، بل ستتداعى القوة الباقية فيه وتنتهي حياته بالموت الحتمي، لذلك من الخطورة الشديدة على النفوس أن نُعطي عمل الأصحاء للمرضى، وهذا عيب بعض المرشدين الغير واعين لحالة النفس، فأنهم يعطوهم ممارسات روحية لا يستطيعوها لأنهم مرضى ليس فيهم أي قوة ولا عافية الأصحاء روحياً، لأنهم لم ينالوا االمعونة الإلهية بعد، وبذلك يحكمون عليهم بالموت بسبب اليأس لأنه نتيجة عمل أعمال الأصحاء وهم ما زالوا مرضى لم يشفوا بعد. كُلُّ الرَّأْسِ مَرِيضٌ وَكُلُّ الْقَلْبِ سَقِيمٌ.مِنْ أَسْفَلِ الْقَدَمِ إِلَى الرَّأْسِ لَيْسَ فِيهِ صِحَّةٌ، بَلْ جُرْحٌ وَأَحْبَاطٌ وَضَرْبَةٌ طَرِيَّةٌ لَمْ تُعْصَرْ وَلَمْ تُعْصَبْ وَلَمْ تُلَيَّنْ بِالزَّيْتِ. بِلاَدُكُمْ خَرِبَةٌ. مُدُنُكُمْ مُحْرَقَةٌ بِالنَّارِ. أَرْضُكُمْ تَأْكُلُهَا غُرَبَاءُ قُدَّامَكُمْ وَهِيَ خَرِبَةٌ كَانْقِلاَبِ الْغُرَبَاءِ. فَبَقِيَتِ ابْنَةُ صِهْيَوْنَ كَمِظَلَّةٍ فِي كَرْمٍ، كَخَيْمَةٍ فِي مَقْثَأَةٍ، كَمَدِينَةٍ مُحَاصَرَةٍ. لَوْلاَ أَنَّ رَبَّ الْجُنُودِ أَبْقَى لَنَا بَقِيَّةً صَغِيرَةً لَصِرْنَا مِثْلَ سَدُومَ وَشَابَهْنَا عَمُورَةَ. (إشعياء 1: 5 - 9) فلو دققنا في كلام إشعياء النبيبالرغم من وصفه لشعب الله في بداية الإصحاح قبل أن يصف المرض إذ يقول: [اِسْمَعِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ وَأَصْغِي أَيَّتُهَا الأَرْضُ لأَنَّ الرَّبَّ يَتَكَلَّمُ: «رَبَّيْتُ بَنِينَ وَنَشَّأْتُهُمْ أَمَّا هُمْ فَعَصُوا عَلَيَّ. اَلثَّوْرُ يَعْرِفُ قَانِيهِ وَالْحِمَارُ مِعْلَفَ صَاحِبِهِ أَمَّا إِسْرَائِيلُ فَلاَ يَعْرِفُ. شَعْبِي لاَ يَفْهَمُ». وَيْلٌ لِلأُمَّةِ الْخَاطِئَةِ، الشَّعْبِ الثَّقِيلِ الإِثْمِ، نَسْلِ فَاعِلِي الشَّرِّ، أَوْلاَدِ مُفْسِدِينَ، تَرَكُوا الرَّبَّ، اسْتَهَانُوا بِقُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ، ارْتَدُّوا إِلَى وَرَاءٍ] (إشعياء 1: 2 - 4)، لكن في النهاية قال: [لولا أن رب الجنود أبقى لنا بقية صغيرة لصرنا مثل سدوم وشابهنا عمورة] لذلك يا إخوتي علينا أن نعي ونُدركأن الإنسان مهما ما أصابه من أمراض روحية بسبب الخطية والإثم وهو ما زال حياً على الأرض فأنه لا يموت موتاً كاملاً مطلقاً بالرغم من أنه في حالة خطرة بسبب مرضه لأنه خطير فعلاً، ولكنه في تلك الحالة يصير مثل الطفل الرضيع العاجز تماماً عن أن يقوم بأي حركة يستطيع فيها أن يعمل عمل الإنسان العادي، ولا حتى يستطيع ان يُعبر عن حاله ويتكلم، لأنه ما زال لا يستطيع الكلام بعد، وبالرغم من هذا العجز الطفولي وعدم القدرة على الذهاب لأمه، لكنه يستطيع أن يبكي بصوتٍ عال لتسمعه أمه وتأتي إليه مسرعة. هكذا النفس المريضة بالأهواءوالقريبة من الموت الأبدي، فأن حسب طبعها الميت فأنها لا تستطيع أن تتحرك روحياً، لكن يُمكنها أن تطلب خالقها باشتياق وتوسل لأنها تشتهي أن يقترب منها ويلمسها لمسة شفاء، فبالرغم من بقاء الضعف وعدم القدرة على تتميم أعمال الحياة الروحية ولكن يبقى هناك بقية حية داخلية في أعماق النفس، مثل شعاع النور الذي يشق الظلمة، وهو صرخة عميقة بصوت خافت نابع من الوهن والضعف، مثل صوت بكاء الطفل الرضيع، وهي صرخة استغاثة للطبيب الحقيقي نابعة عن حاجة شديدة: أشفيني، انقذني اسقيني واطعمني طعام الحياة. وحينما تتمسك النفسبهذه الطلبة فأن مراحم الله تُدركها، والمعونة الإلهية تشملها، لأن الله كأبٍ حقيقي يرعى النفس ويسمع أنينها الداخلي، ولا يُطفئ فيها فتيلة المحبة المُدخنة، ولا يقصف فيها الرجاء الخافت الذي لها فيه، فهو يتحنن على المسكين البائس الذي لا يوجد لهُ مُعين ولا سند، لذلك لا تتوانوا عن طلبه حتى ياتي ويعطيكم نعمة لأن هو الذي يُعْطِي الْمُعْيِيَ قُدْرَةً وَلِعَدِيمِ الْقُوَّةِ يُكَثِّرُ شِدَّةً (إشعياء 40: 29) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حلو هو صوت النفس حينما تنطق بكلمة الله |
إذا عاش الإنسان بالصوم والجوع فإن أعداء النفس تمرض |
حينما تنفصل النفس عن هذا العالم |
حينما تنفصل النفس عن هذا العالم |
حينما تمتلئ النفس .. |