رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المعلم إبراهيم الجوهري ذكري نياحته تعرّف علي “سلطان القبط” المعلم إبراهيم الجوهريالمعلم إبراهيم الجوهري، علامة وأرخن فاضل في تاريخ كنيستنا القبطية، لما له من دور بارز وفعال وقوى في حياة الكنيسة والأفراد في زمنه، ومع ذكرى نياحته كان من الوفاء لهذا الرجل العظيم أن نلقى الضوء على جوانب مختلفة من حياته. والتقي وطني بالمهندس وئام وجيه ميخائيل، باحث ومعيد بقسم العبادة و الليتورجيا بالكلية الأكليريكية اللاهوتية للأقباط الأرثوذكس بدير الأنبا رويس بالقاهرة، و الذي قال عن المعلم إبراهيم الجوهري: أطلق الناس عليه لقب سلطان الأقباط كما دل على ذلك نقش قديم على حجاب أحد هياكل كنائس دير الأنبا بولا بالجبل الشرقي، والكتابة المدونة على القطمارس المحفوظ في هذا الدير أيضاً . ما رواه الجبرتى فى كتابه تاريخ الجبرتى الجزء الثاني، بعد نياحة المعلم إبراهيم الجوهرى 1795 ميلادية جاء بنصه: ومات الذمي المعلم إبراهيم الجوهري رئيس الكتبة الأقباط بمصر، وأدرك في هذه الدولة بمصر من العظمة ونفاذ الكلمة وعظم الصيت والشهرة مع طول المدة بمصر مال م يسبق لمثله من أبناء جنسه فيما نعلم وأول ظهوره من أيام المعلم رزق كاتب على بيك ولما مات على بيك والمعلم رزق ظهر امر المترجم ــ المعلم ابراهيم ــ و يتابع الجبرتي نما ذكره فى أيام محمد بيك فلما انقضت أيام محمد بيك وترأس ابراهيم بيك قلده جميع الأمور فكان هو المشار إليه فى الكليات والجزئيات حتى دفاتر الروزنامة والميرى وجميع الإيراد والمنصرف وجميع الكتبة والصيارف من تحت يده وإشارته وكان من دهاقين العالم ودهاتها لا يغرب عن ذهنه شيء من دقائق الأمور ويدارى كل إنسان بما يليق به من المداراة ويحابى ويهادى ويواسى ويفعل ما يوجب انجذاب القلوب والمحبة، ويهادى ويبعث الهدايا العظيمة والشموع إلى بيوت الأمراء وعند دخول رمضان إلى غالب أرباب المظاهر ومن دونهم الشموع والهدايا والأرز والسكر والكساوى وعمرت في أيامه الكنائس وديور النصارى وأوقف عليها الأوقاف الجليلة والأطيان ورتب لها المرتبات العظيمة والأرزاق الدارة والغلال . والمعلم إبراهيم نشأ في القرن الثامن عشر للميلاد، من أبوين فقيرين متواضعين. وكان اسم والده يوسف جوهري، وكان صناعته الحياكة في بلدة قليوب . وكانا أبواه مملوئين نعمة وإيماناً. ربياه التربية الدينية في كُتَّاب البلدة، فتعلَّم الكتابة والحساب وأتقنهما، وأشتهر منذ حداثته بنسخ الكتب الدينية، وتقديمها إلى الكنائس على نفقته الخاصة. وكان يأتي بما ينسخه من الكتب إلى البابا يوحنا السادس عشر السابع بعد المائة في تعدد بطاركة الإسكندرية، الذي تولى الكرسي من سنة 1486 إلى 1512 للشهداء (1769 ـ 1796م). وقد لفتت أنظار هذا البابا كثرة الكتب التي قدمها إبراهيم الجوهري وكثرة ما تكبده من النفقات في نسخها وتجليدها، فاستفسر منه عن موارده، فكشف له إبراهيم عن حاله، فَسُرَّ البابا من غيرته وتقواه، وقرَّبه إليه وباركه قائلاً: ليرفع الرب اسمك ويبارك عملك، وليقم ذكراك إلى الأبد . وتوثقت العلاقات بعد ذلك بينه وبين البابا. و تزوج المعلم إبراهيم من سيدة فاضلة شجعته على تعمير الكنائس. ورزق منها بولد اسمه يوسف، وابنه اسمها دميانة. وكان يقطن بجهة قـنطـرة الـدكة. ولمَّا ترعرع ابنه، عزم على تأهيله فأعدَّ له داراً خاصة به، جهزها بأفخر المفروشات وأثمن الأواني والأدوات، واستعدَّ لحفلة الزفاف، ولكن شاءت إرادة الله أن تختاره قبل زواجه، فحزن عليه والداه حزناً شديداً، وأغلق المعلم إبراهيم الدار التي جهزها له. كان لوفاة هذا الابن الوحيد، أثر كبير في نفس إبراهيم وزوجته، فازداد رغبة في مساعدة الأرامل واليتامى والمساكين، وتعزية الحزانى والمنكوبين، رآى هو وزوجتة القديس أنطونيوس في الوقت ذاته في حلم وعزَّاه وشجعه. ولما استيقظت الزوجة توجهت إلى زوجها، وقصت عليه الرؤيا، فأجابها بأنه رأى نفس الرؤيا في هذه الليلة، فسلَّما الأمر لله، واستبدلا لباس الحداد باللباس العادي، وامتلأ قلباهما عزاء وشاركته زوجته في جميع أعماله الخيرية وصدقاته، حتى يوم وفاته. واشتهر المعلم إبراهيم الجوهرى بحبه الشديد لتعمير الكنائس والأديرة ومن امثله ذلك اشياء كثيره منها. تمكَّن من استصدار الفتاوى الشرعية بالسماح للأقباط بإعادة ما تهدم من الكنائس والأديرة، وأوقف الأملاك الكثيرة والأراضى والأموال لإصلاح ما خرب منها وقد بلغت حجج تلك الأملاك 238 حجة مدونة في كشف قديم محفوظ بالدار البطريركية. كما اشتهر بنسخ الكتب الثمينة النادرة، واهدائها لجميع الكنائس والأديرة، فلا تخلو كنيسة من كتبه وآثاره. و المعلم إبراهيم الجوهري هو أول من سـعى في إقامـة الكنيسـة الكبرى بالأزبكـية، وكان مُحرَّمـاً على الأقباط في الأزمنة الغابرة أن يشيِّدوا كنائس جديدة أو يقوموا بإصلاح القديم منها، إلا بإذن من الهيئة الحاكمة، فاتفق أن إحدى الأميرات قَدُمَت من الاستانة إلى مصر لقضاء مناسك الحج، فباشر المعلم إبراهيم بنفسه أداء الخدمات اللائقة بمقام هذه الأميرة، وأدى لها الواجبات اللازمة لراحتها وقدَّم لها هدايا نفيسة، فأرادت مكافأته وإظهار اسمه لدى السلطان فالتمس منها السعي لإصدار فرمان سلطاني بالترخيص له ببناء كنيسة بالأزبكية، حيث يوجد محل سكنه، وقدم لها بعض طلبات أخرى خاصة بالأقباط والاكليروس فأصدر السُّلطان أمراً بذلك. ولكن عاجلته المنيَّة قبل الشروع في بناء الكنيسة، فأتمها أخوه المعلم جرجس الجوهري. ولكي لا تتغير مواعيد الصلاة بكنيسة العذراء الكبرى بحارة زويلة لعامة الشعب، قام بإنشاء كنيسة صغرى برسم الشهيد مرقوريوس أبي سيفين بجوارها، حتى يتمكن موظفو الحكومة من حضور القداس معه فيها، بما يتفق مع مواعيد العمل في مصالحهم وقام بتجهيز أصناف الميرون ومواده على حسابه الخاص، وأرسلها بصحبه أخيه المعلم جرجس لغبطة البابا البطريرك بالقلاية العامرة. سنة 1499 ش (1783م) بَنى السور البحري جميعه وحفر ساقية لدير كوكب البرية القديس أنطونيوس بعد أن أهتم ببناء هذا السور من القبلي والغربي في سنة 1498 ش، ويعرف إلى الآن باسم سور الجوهري. قام أيضاً بتجديد مباني كنيسة العذراء المغيثة بحارة الروم في سنة 1508 ش (1792م) وشيَّد كنيسة أبي سيفين بدير أنبا بولا في الجبل الشرقي، وشيَّد بدير البرامـوس كنيسـة أنبا أبللـو وأنبا أبيـب (ولكنها هُدمت في سنة 1881م لتوسيع كنيسة مار يوحنا) وقصر السـيدة بالبراموس وقصر السيدة بالسريان، وأضاف إلى دير البراموس خارجة من الجهة القبلية، وبنى حولها سوراً وبلغت مساحتها 2400 متراً مربعاً. وبالاختصار بنى كنائس كثيرة وعمَّر البراري وبنى الأديرة واهتم بالرهبان الساكنين فيها، وفرق القرابين، وأيضاً الشموع والزيت والستور وكتب البِيِعة على كل كنيسة، في أنحاء القطر المصري، ووزع الصداقات على جميع الفقراء والمساكين في كل موضع، واهتم لهم بالطعام والكسوة، وكذا الأرامل واليتامى الذين ليس لهم من يهتم بهم، ورتب لهم في كل شهر ما يقوم بكفياتهم، وذلك حسب ما شهد له به ابن الابحّ في مرثية البابا يوأنس البطريرك (107). وظل على هذه الحال إلى أن تنيح ( في يوم الاثنين 25 بشنس سنة 1511ش -31 مايو سنة 1795م )الان يوافق 2 يونيو 2018 (فرق يومان بسبب الفرق فى التوقيت الغرغورى كل كام سنة فى ترحيل ايام ودة حساب يسمى حساب الابقطى ) فحزن عليه الجميع كما أسف على وفاته أمير البلاد إبراهيم بك، فسار في جنازته إكراماً له وتقديراً منه لمقامه السامي، ورثاه البابا يوأنس الذي كان يخصه بعظيم محبته وقد دُفِنَ في المقبرة الخاصة التي بناها لنفسه بجوار كنيسة مارجرجس بمصر القديمة. و اشتهر المعلم إبراهيم الجوهرى بحبه الشديد للصدقة حتي انه تصدق بعد نياحتة , فقد قيل أن رجلاً فقيرًا اعتاد أن يأتيه (ربما من بلد أخرى) بطريقة دورية يطلب معونة، وإذ جاء كعادته وبلغ داره عرف إنه تنيح فحزن جدًا سأل عن مقبرته، وانطلق إليها يبكي ذاك السخي بمرارة، حتى نام من شدة الحزن، وظهر له المعلم إبراهيم يقول له: لا تبكِ، أنا لي في ذمة (فلان الزيات ببولاق) عشر بندقي جنيهات ذهب ، فسلّم عليه مني وأطلبها منه فيعطيها لك إذ استيقظ الرجل خجل أن يذهب إلى المدين بالليل ظهر له المعلم مرة أخرى في حلم وسأله أن ينفذ ذات الأمر لكنه أيضا تردد في الأمر وفي المرة الثالثة قال له: لا تقلق، اذهب كما قلت لك، وسأخبره بأمرك فقام الفقير وذهب إلى الرجل دون أن ينطق بكلمة تفرس فيه الرجل وطلب منه أن يروي له ما حدث معه وإذ روى له ذلك، قال: بالحق نطقت، لأن المعلم إبراهيم تراءى لي أنا أيضا، وأبلغني بالرسالة التي أمرك بها فإليك ما في ذمتي، وهوذا مثلها أيضا مني. ويروي لنا توفيق إسكارس في كتابه: نوابغ الأقباط ومشاهيرهم في القرن التاسع عشر أن أسرة سريانية أرثوذكسية من حلب لا تزال تقيم قداسات إلهية باسم هذا الراحل، ذلك أن عائلهم وجد ضيقًا شديدًا ونُهبت أمواله في حلب فجاء إلى مصر واهتم به المعلم إبراهيم وسنده في عمل التجارة فانجح الرب طريقه واقتنى ثروة ضخمة ورجع إلى عائلته يروي لهم ما فعله هذا القبطي به، فرأوا أن يقيموا قداسات باسمه اعترافًا بفضله . بركة هذا القديس مع جميعنا آمين . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المعلم إبراهيم الجوهري |
من هو المعلم إبراهيم الجوهري |
المعلم إبراهيم الجوهري |
المعلم إبراهيم الجوهري |
المعلم إبراهيم الجوهرى |