رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تَطْلُبُوا مَا تَشَاؤُونَ فَيَكُونَ لَكُم إنجيل القدّيس يوحنا ١٥ / ١ – ٨ قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَنَا هُوَ الكَرْمَةُ الحَقِيقِيَّةُ وأَبِي الكَرَّام. كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لا يَحْمِلُ ثَمَرًا يَقْطَعُهُ، وكُلُّ غُصْنٍ يَحْمِلُ ثَمَرًا يُنَقِّيهِ لِيَحْمِلَ ثَمَرًا أَكْثَر. أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ بِفَضْلِ الكَلِمَةِ الَّتِي كَلَّمْتُكُم بِهَا. أُثْبُتُوا فِيَّ، وأَنَا فِيكُم. كَمَا أَنَّ الغُصْنَ لا يَقْدِرُ أَنْ يَحْمِلَ ثَمَرًا مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِهِ، إِنْ لَمْ يَثْبُتْ في الكَرْمَة، كَذلِكَ أَنْتُم أَيْضًا إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ. أَنَا هُوَ الكَرْمَةُ وأَنْتُمُ الأَغْصَان. مَنْ يَثْبُتُ فِيَّ وأَنَا فِيه، يَحْمِلُ ثَمَرًا كَثيرًا، لأَنَّكُم بِدُونِي لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا. مَنْ لا يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ كَالغُصْنِ خَارِجًا ويَيْبَس. وتُجْمَعُ الأَغْصَانُ اليَابِسَة، وتُطْرَحُ في النَّارِ فَتَحْتَرِق. إِنْ تَثْبُتُوا فِيَّ، وتَثْبُتْ أَقْوَالِي فِيكُم، تَطْلُبُوا مَا تَشَاؤُونَ فَيَكُونَ لَكُم. بِهذَا يُمَجَّدُ أَبِي أَنْ تَحْمِلُوا ثَمَرًا كَثيرًا، وتَصِيرُوا لي تَلاميذ. التأمل: “تَطْلُبُوا مَا تَشَاؤُونَ فَيَكُونَ لَكُم…” ماذا يمكن لانسان اليوم أن يطلب من الله؟ ما هي أبرز حاجاته؟ هل هو فعلاً بحاجة الى الله؟ انسان اليوم بحاجة الى السعادة، بحاجة الى العيش بكرامة دون خوف من الآخر، بحاجة الى العيش دون ازدراء أو تهميش، بحاجة أن يعبر عن ذاته بحرية، بحاجة الى الترقي، الى المعرفة، الى تحقيق ذاته.. الانسان المعاصر يعيش في غابة من الالات والمعدات، يعيش في تخمة من الايديولوجيات والعقلانيات، هو بحاجة الى الهدوء والسلام، الى التأمل في الطبيعة، هو بحاجة الى السلام النفسي، عن طريق أي وسيلة واذا كانت عن طريق الايمان لا مانع لديه.. لكنه بحاجة الى بلوغ الايمان ليس بالطرق الجامدة بل من خلال الخبرات الشخصية القريبة من واقع حياته، هذه ضرورة بالنسبة اليه، أن يلمس البطولات الايمانية التي تخرق المستحيلات ورتابة الحياة… أليست هذه الطريقة التي يريدها الله ؟ “فَإِنَّ هُنَالِكَ ثَلاَثَةَ شُهُودٍ فِي السَّمَاءِ، الآبُ وَالْكَلِمَةُ وَالرُّوحُ الْقُدُسُ، وَهَؤُلاءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ… إِنْ كُنَّا نُصَدِّقُ الشَّهَادَةَ الَّتِي يُقَدِّمُهَا النَّاسُ، فَالشَّهَادَةُ الَّتِي يُقَدِّمُهَا اللهُ أَعْظَمُ، لأَنَّهَا شَهَادَةٌ إِلَهِيَّةٌ شَهِدَ اللهُ بِهَا لابْنِهِ” (يوحنا 5/ 7, 9)… انسان اليوم لا يتحمل الظلم، لا يطيق الظالمين، لا يحتمل الالم، من أجل ذلك طور الطب، اخترع الدواء، أحب المسكنات، اشترى المهدئات، كي يضمن راحته، يدفع الغالي والرخيص من أجل التسلية.. رغم ذلك ازدادت الالام في الارض وانتشرت الامراض والاوبئة ربما أكثر من أزمنة القرون الوسطى.. انسان اليوم بحاجة الى الله الآب القادر على كل شيء لتخفيف آلامه الجسدية والنفسية وتأمين راحته وسلامة عيشه. هو بحاجة الى الله الذي يخترق قلبه، يتجسد في واقعه حيث هو، يلمسه في حياة أشخاص يعيشون القداسة، من خلال نصرة الضعفاء والتقرب من الفقراء، معالجة آلام الناس بالفعل والعمل الذي يمكن رؤيته بالعين المجردة لا بالقول والوعظ … “إِنَّ اللهَ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ قَطُّ. وَلكِنْ، حِينَ نُحِبُّ بَعْضُنَا بَعْضاً، نُبَيِّنُ أَنَّ اللهَ يَحْيَا فِي دَاخِلِنَا، وَأَنَّ مَحَبَّتَهُ قَدِ اكْتَمَلَتْ فِي دَاخِلِنَا” (1 يوحنا 4/ 12) أعطنا ربي أن نكون أغصاناً مثمرة في كرمك، أعطنا نعمة الثبات على عهد الحب معك، لأننا بدونك هياكل فارغة من الروح وأغصاناً يابسة لا ثمار فيها ولا نسمة حياة، بدونك لا نستطيع أن نفعل شيئاً،أعطنا يا رب روحك القدوس لنعيش في هذا العالم حسبما تريد وبالطريقة التي تريد. آمين. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|