رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تشبه حياتنا مع المسيح رسم القلب ذي الخطوط المتصاعدة المنحدرة الّتي تدلّ على الحياة. وأمّا إذا استقامت الخطوط دلّت على الموت . فتارة نكون في حالة ارتقاء إيمانيّ وطوراً في حالة اضطراب وتدهور إلى أن نبلغ الثّبات الكامل بالمسيح. لذلك لا نخافنّ من تلك الانحدارات الّتي تجذبنا إلى أسفل ، والّتي قد تشوّش إيماننا وتجعلنا مضطربين روحيّاً. ذاك لا يعني أن نستسلم أو نخضع لهذا الاضطراب، بل علينا أن نبقى ممسكين بيد الرّبّ رغم البعد الرّوحيّ. فهو الوحيد القادر على انتشالنا من تعاستنا وبؤسنا. الإنسان كائن ضعيف هشّ، تتقاذفه رياح الظّروف الاجتماعيّة والنّفسيّة والضّغوطات اليوميّة بسهولة . تتجاذبه الأفكار والأيديولوجيّات الّتي تعزّز تمرّد العقل وكبرياءه. تجرّبه نفسه وتنازع إيمانه ، فيمسي في حالة مراهقة روحيّة، لا هو قادر على الاستغناء عن إيمانه وفي ذات الوقت يبتعد إراديّاً أو غصباً عنه، فأخطر مجرّب للإنسان نفسه. كلّ واحد منّا يمرّ بحالة الهبوط الرّوحيّ. ولعلّ هذا الأمر صحّيّ بل هو نعمة حتّى نبقى ملتصقين بالرّبّ ونعلم أنّه لا يمكننا الانفصال عنه. يقول الرّبّ في (يوحنا 5:15): "أنا الكرمة وأنتم الأغصان. الّذي يثبت فيّ وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير، لأنّكم دوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً." الثّبات ثقة مطلقة رغم كلّ شيء. وأراد الرّبّ بهذا القول أن يبيّن عن فهمه لإنسانيّتنا الضّعيفة الّتي تتعثّر. فتحدّث عن الثّبات فيه وعن ثمار هذا الثّبات. في هذا الثّبات تجتمع كلّ القوّة الّتي نحتاجها لخوض غمار الحياة فنجني ثمار الانتصار عليها بيسوع المسيح. ويأتي القسم الثّاني من الآية (لأنّكم دوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً) ليشكّل مرآة لإنسانيّتنا الّتي مهما عظمت أو كبرت فهي لا تستطيع شيئاً دون المسيح لأنّه هو عنصر حياتنا. وكما أنّنا نلامس الموت إذا ما انقطعنا عن التّنفّس، كذلك نشرف على الموت إذا ما انقطعنا عن تنفّس المسيح. في حالة الاضّطراب الرّوحي والشّعور بالابتعاد والتّكاسل فلنتمسّك أكثر بالرّبّ ونصلِّ أكثر حّتى لا تنتزعنا أحزاننا من فرح المسيح. ونحن نعلم "أنّ الرّوح يعين ضعفاتنا، لأنّنا لسنا نعلم ما نصلّي لأجله كما ينبغي. ولكنّ الرّوح نفسه يشفع فينا بأنات لا ينطق بها." (رومية 26:8). إنّ الرّوح الّذي فينا نسمة حياة تقودنا إلى البهجة والسّرور، وتمنحنا السّلام الّذي من الرّبّ. ذاك السّلام الّذي يؤكّد لنا أن الرّبّ يعتني بنا رغم كلّ شيء. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|