رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عَمِلَتْ مَا عِنْدَهَا. قَدْ سَبَقَتْ وَدَهَنَتْ بِالطِّيبِ جَسَدِي لِلتَّكْفِينِ لم يذكر البشيران مرقس ومتى اسم هذه المرأة، غير أن يوحنا يقول: إنها مريم التي من بيت عنيا، أخت لعازر ومرثا ( يو 11: 1 ، 2). وقيام مريم بدهن الرب يسوع بالطيب هنا لا يجب أن نخلط بينه وبين حدَث مُماثِل ورَدَ في لوقا 7: 36-50. فالمرأة التي كانت في بيت سمعان الفريسي، والتي لم يُذكَر اسمها، كانت خاطئة تائبة، عبَّرت عن محبتها للرب لمغفرته العظيمة لخطاياها الكثيرة. لكن في بيت سمعان الأبرص، عبَّرت مريم عن محبتها للرب لأنه كان في طريقه إلى الصليب، ليموت من أجلها. وقد أعدَّت جسده للدفن عندما دهنت رأسه بالطيب ( مر 14: 3 )، وأيضًا قدميه ( يو 12: 3 ). وهكذا أظهرت محبتها للرب يسوع فيما كان لا يزال حيًا بالجسد. لقد أعطت مريم - بسخاء وبمحبة - عطية غالية الثمن، وكان لعملها هذا ثلاث نتائج: أولاً: امتلأ البيت من رائحة الطيب الجميل القوية ( يو 12: 3 ). وأي بيت يُحب ويُعبَد فيه المسيح، لا بد أن تكون له دائمًا «رائحة المسيح الذكية» ( 2كو 2: 15 ، 16). ثانيًا: انتقد التلاميذ – بقيادة “يهوذا الإسخريوطي” – مريم لإهدارها المال! وظن يهوذا أنه سيبدو في غاية التقوى عندما يتحدَّث عن الفقراء، مع أنه في حقيقة الأمر كان يُريد النقود لنفسهِ! ( يو 12: 4 -6). ومما يجدر ذكره أن الكلمة المُترجمة “تَلَف” في القول: «لماذا كان تلفُ الطيب هذا؟» ( مر 14: 4 )، تُرجمت “هلاك” في يوحنا 17: 12 عن «ابن الهلاك»، وانطبقت على يهوذا الذي انتقد مريم لأنها أهدرت نقودها، في الوقت الذي أضاع هو حياته كلها! ثالثًا: امتدح الرب مريم وقَبِل عطيتها الكريمة. كان الرب يعرف قلب يهوذا، وعرف السبب في أن التلاميذ الآخرين اتَّبعوا مثاله السيئ. وعرف أيضًا قلب مريم، وأسرَع للدفاع عنها. لذلك – بغض النظر عمَّا يقوله الآخرون عن عبادتنا وخدمتنا – فإن المهم بالأكثر هو أن نُرضي الرب. عندما قدَّمت مريم أفضل ما لديها عند قدمي الرب، بدأت “موجة من البركات” وتواصلت منذ ذلك الحين. كانت مريم بركة لبيتها الذي امتلأ من رائحة الطِيب الذكية. ولولا مريم لكان مصير قريتها – بيت عنيا – النسيان. ولقد كانت قصة ما عملته، بركة للكنيسة، بل بركة للعالم كله، ولا تزال كذلك حتى اليوم. وما تنبأ به الرب تحقق، ويتحقق بالتأكيد |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|