هذا ما رأته أمنا مريم في جراح يسوع
جميلٌ خلال فترة الفصح قراءة كلّ النصوص الإنجيليّة التي تروي كيف تحوّل الحزن والالتباس عند التلاميذ ومحبي يسوع الى فرح عندما تأكدوا انه قام من بين الأموات.
قليلةُ هي هذه النصوص ربما لأن لقاءات يسوع كانت حميمة وسريّة. من المُرجح ان يكون قد زار والدته وكيف لا؟ هي التي ركعت عند أقدام الصليب وحزنت يوم السبت! ربما زارها أكثر من مرّة!
ومن أكثر الصور تأثيراً هي صورة العذراء تتأمل جراح المصلوب…
قد تكون قد تأملتها بصدمة وحزن وذهول وفخر تجاه ما فعله ابنها لانقاذ البشريّة جمعاء. قد تكون قد جلست معه ووضعت يدَيه في يدَيها وقبّلت جراحه ونظرت اليه والدموع في عينَيها لتقول “شكراً”، شكراً لأنك أنقذتهم وشكراً لأنك أنقذتني. فحتى مريم سيدة الحبل بلا دنس خلُصت بفضل دم المسيح كما أشار البابا بيوس التاسع في العام ١٨٥٤: “كانت العذراء القديسة، مذ خُلقت، مُصانة من وصمة الخطيئة الأصليّة وذلك بنعمة خاصة وامتياز من اللّه بفضل يسوع المسيح.”
أدركت العذراء عندما رأت جراح المسيح كلام اللّه الذي جاء على لسان أشعياء: “ورأى أنه ليس هناك إنسان ودهش أن لا يتدخل أحد فذراعه هي أنجدته وبره هو أيده.” إن الجراح التي كانت على يدَيه ورجلَيه وجنبه لم تكن مجرد جراح من المتوقع أن تندمل بل كانت أسماء الخطأة وعلامةً عن حبه لعروسه الكنيسة. وعندما نظرت مريم الى جراح، لم ترى الألم وحسب بل حبه لكلّ واحد من أبنائه وبناته الذي ولدوا أو لم يولدوا بعد!