رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جعلوه يقف خارج الدير ولم يدخلوه ننقل لكم هنا قصّةً روحيّةً للقدّيس فرنسيس الأسّيزي يُخبر فيها رفيق دربه الأخ ليون عن ماهيّة الفرح الحقيقي بالنسبة إليه. وهذه القصّة هي إحدى أشهر القصص عن القدّيس فرنسيس. قصّة الفرح الحقيقي: أفاد الأخ ليون أنّ القدّيس فرنسيس، الّذي كان يمكث في كنيسة القدّيسة مريم، استَدْعاه وقال لهُ: »أخي لِيون، اكتُبْ«. فَأَجابَ الأخ ليون: »ها أَنَذا مُسْتَعِدّ«. فقال عندها فرنسيس:»اكتُبْ، ما هو الفرح الحقيقيّ؟ يـأتي رَسولٌ وَيُفيدُ أنّ جميع معلّمي مدينة باريس قد انضـمّوا إلى رَهْبَنَتِـنا. اكتُبْ: لَيْسَ هذا هو الفرح الحقيقيّ. كذلك، لو جاءنا جميع أحبار ما وراء الجبال، من رؤساء الأساقفة، والأساقفة، وحتّى لو جاءنا ملك فرنسا، وملك إنجلترا، اكتُبْ: لَيْسَ هذا هو الفرح الحقيقيّ. وكذلك، لو مضى إخْوَتي إلى غير المؤمنين، وردُّوهُم إلى الإيمان؛ ولو أتاني اللهُ نعمة شفاء المرضى، ولو صنعت الكثير من العجائب، فإنّي أؤكّد لك أنّ كلّ ذلك ليس الفرح الحقيقيّ«. عندها قال له الأخ ليون: »لكن، ما هو الفرح الحقيقيّ؟« فأجابه القدّيس فرنسيس في تواضعه المعتاد: »أَكونُ عـائداً من مدينة بيروجيا، في ليلٍ دامسٍ، وآتياً إلى هنا بينما كان الشتاء موحلاً حقًّا، وقد جمّد البرد القارس قطراتٍ من الماء تدلّت قطعـاً من جليدٍ، من أهداب ثوبي، وأخذت ترتطم بساقيّ بلا انقطاعٍ، إلى أن سال الدّم من الجراح الّتي أحدثتها. وفيما أنا أعاني من الوحل والبرد والجليد، آتي إلى الباب، وأقرعهُ طويلاً، وأنادي، فيأتي أخٌ ويسألُ: “من الطّارق؟” فأجيبُ: “أنا الأخ فرنسيس”. فيقول: “امْضِ في سبيلكَ؛ فهذا ليس وقتاً ملائماً للتّنقّل. ولن أدعك تدخل”. وأُلِحُّ عندها في الطّلبِ، فيجيبُ، مجدّداً: “امْضِ في سبيلك، فأنت مجرّد إنسانٍ بسيطٍ، وغير متعلّمٍ. وعلى أيّةِ حالٍ، لا تعد إلينا مجدّداً؛ فإنّ كثرة عددنا، وكفاءَتِنا، يُغْنِيانِنا عنك”. وأنتصب عندها من جديدٍ أنا فرنسيس، أمام البابِ، وأقول: “حبّاً باللهِ، استقبلوني هذه اللّيلة”. فيجيبُ: “لن أفعل ذلكَ، امْضِ إلى مستشفى حاملي الصّليب الذين يخدمون البُرص، عَلَّهُم يستقبلونك هناك”. إِنَّني أَقولُ لَكَ أيّها الأخ ليون، أنّني إن صبرتُ ولم أضطرب، ففي ذلك يَكْمُنُ الفرح الحقيقيّ، والفضيلة الحقّة، وخلاص النَّفْس«. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إيفاد مارينا في خارج الدير |
الحياة المدنية لـ«البابا شنودة» خارج الدير |
ابينا فلتاؤس السريانى وخدمه خارج اسوار الدير |
خبر من الجزائر منذ قليل يعلنه بوتفليقه |
إيفاد القديسة مارينا البتول في مهمة خارج الدير |