عظة عن أعياد الشهداء
للانبا شنودة رئيس المتوحدين
جميلٌ جدًا أن يذهب الإنسان إلى مقر الشهيد ليصلِّي ويقرأ ويُنشد المزامير ويُطهِّر نفسه ويتناول من الأسرار المقدسة بمخافة المسيح. أما من يذهب ليتكلم ويأكل ويشرب ويلهو، بل ربما يزني، ويرتكب الجرائم نتيجة إفراطه في الشرب والفساد والإثم، فهذا هو الكافر بعينه! وبينما يكون البعض في الداخل يرتلون المزامير ويقرأون ويتناولون، إذ بآخرين في الخارج يملأون المكان بآلات الطبل والزمر، في حين أن «بيتي بيت الصلاة يُدعَى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص» (مت21: 13). لقد جعلتموه سوقًا لبيع العسل والحليّ وما أشبه ذلك، وجعلتموها موالد ومكانًا لتدريب بهائمكم وسباق حميركم وخيلكم. جعلتموها أماكن لسرقة ما يُعرَض فيها للبيع.
وبعد جهد يحصل بائع العسل على بعض الزبائن المتشاحنين، أو يستخلص لنفسه شيئًا من الفائدة نظير أتعابه. وحتى الأمور التي لا يمكن أن تحدث للباعة في الأسواق العامة تحدث لهم في أعياد الشهداء! يا للغباء! هل تذهبون لمواطن الشهداء لكي تفعلوا كل ما يروق لكم؟ فأيّة فائدة تعود على بيوتكم التي في مدنكم أو قراكم؟ يا لعقولكم المغلّقة! وإذا كانت بناتكم وأُمهاتكم يعطّرن رؤوسهن ويكحّلن عيونهن ويتجمّلن لخداع الناس الذين ينظرون إليهن، وإذا كان أبناؤكم وإخوتكم وأصدقاؤكم وجيرانكم يفعلون هكذا عند ذهابهم إلى مواطن الشهداء، فلماذا جعلتم لكم بيوتًا؟! كثيرون يذهبون إلى تلك الأعياد لإفساد هيكل الرب، ولكي يجعلوا من أعضاء المسيح أعضاء للإثم والفجور بدلاً من أن يحفظوا لها قداستها وطهارتها من كل رجس، سواء كانوا رجالاً أم نساء ...!
يتبع