رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وصاح الديك وبكى بطرس كانت سقطة عظيمة، تلك الَّتي سقطها بطرس أمام جارية، في دار رئيس الكهنة أثناء محاكمة يسوع (لو22: 54-62) ولولا أنّه تاب وبكى بكاءً مرّاً لصارت نهايته كيهوذا في البُحيرة المتَّقدة بالنار والكبريت، لكنَّه بصوت البكاء أسكت رعد الجحود، أفاض الدموع من عينيه ليسبح فيها ويتطّهر، غسل نفسه بالمياه النقيّة الَّتي للتوبة إلى أن إبيضت كالثلج. هو الَّذي اعترف بلاهوت المسيح أمام التلاميذ: " أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ " (مت16:16) وهو الَّذي جحده! ولكنّه تاب فصار رئيساً للتائبين، لقد صار مِرآة ينظر فيها الجاحدين الَّذين أنكروا المسيح فينبثق شعاع الأمل أمامهم، فيندموا ويتوبوا، تُرى من كان يظن أن بطرس الَّذي نزل بالجحود إلى عمق الخطيَّة، استطاع بالتوبة أن يصعد إلى درجة الكاملين، فعلَّمنا أنَّ خنق أشواك الخطيَّة بالدموع، أفضل وسيلة لكي لا تأتي إلى الفكر وتقتله. لقد انسابت دموع بطرس كما لو كانت خيوطاً فِضيّة، طرحتها السماء من الأعالي فأخذتها الطبيعة ونمَّقت بها أوديَّتها، أو لآليء نفيسة من تاج ملوكيّ أخذتها رياح الصباح ورصَّعت بها حقولها! قال أحد الآباء: " نظر بطرس نفسه صدأت بالإثم فألقى المياه النظيفة وغسلها بحكمة، غسل النفس بالمياه النقيّة الَّتي للتوبة، إلى أن إبيضّت لتكون لُباساً للملكوت، أفاض الدموع من عينيه ليسبح فيها ويتطهّر". |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|