أسرار عيد الربيع عند القدماء المصريين
قال الدكتور أشرف أبو اليزيد مدير متحف النسيج المصري، إن لـ "شم النسيم" أطعمته الخاصة، والتي انتقلت من الفراعنة عبر العصور إلى عصرنا الحاضر منها، البيض والفسيخ والخس والملانة، والتي توارثها المحتفلون بأعياد الربيع. ويعتبر البيض الملون من أهم مظاهر عيد شم النسيم، ومختلف أعياد الفصح والربيع في العالم أجمع، وبدأ ظهور البيض على مائدة أعياد الربيع "شم النسيم"، مع بداية العيد الفرعوني نفسه أو "عيد الخلق"، حيث كان البيض يرمز إلى خلق الحياة، كما ورد في متون كتاب الموتى وأناشيد "أخناتون الفرعوني"، وهكذا بدأ الاحتفال بأكل البيض كأحد الشعائر المقدسة التي ترمز لعيد الخلق. والسمك المملح، من بين الأطعمة التقليدية في عيد الأسرة الخامسة، عندما بدأ الاهتمام بتقديس النيل، أو "الإله حعبي"، كما أطلق عليه المصريين القدماء، حيث ورد في متونه المقدسة عندهم أن الحياة في الأرض بدأت في الماء، ويعبر عنها بالسمك الذي تحمله مياه النيل من الجنة حيث ينبع، حسب اعتقادهم. والخس من النباتات التي تعلن عن حلول الربيع باكتمال نموها ونضجها، وقد عرف في الاحتفالات ابتداء من الأسرة الرابعة، حيث ظهرت صوره من سلال القرابين التي يقربونها لآلتهم، بورقه الأخضر الطويل وعلى موائد الاحتفال بالعيد. أما ثمرة الحمص الأخضر، والتي أطلق عليه القدماء اسم "حور بيك"، أي رأس الصقر لشكل الثمرة التي تشبه رأس حورس الصقر المقدس عندهم، واعتبر الفراعنة أن نضج "ثمرة الحمص" وامتلاءها إعلانا عن ميلاد الربيع، وهو ما أخذ منه اسم الملانة أو الملآنة.