رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
++++++++++++++++ المسيح على الصليب بين مريم ويوحنّا، الشمس، والجمجمة تحت قدميّ المصلوب. فوق رأس يسوع كتب بالحروف اليونانية "الصلب" وإلى اليمين "هذه هي أمك" وإلى الشمال "هذا هو ابنك". لا زخرفة في صورة الألم المتجسّد، المشهد بكامله يحمل معنى روحياً عميقاً، إنّه السرّ بعينه، مجرّد من الجمال الفنيّ، وإن كان الجمال هنا كامناً في هذه البساطة الفائقة. وعلينا ألاّ ننسى أنّ الجمال هنا في هذه الحجيرات المتراصّة التي تؤلّف اللوحة وكأنّ الحجر يحكي ويبعث الحياة! وقفة مريم ويوحنا، وإن كان فيها شيء من التصلب، إنما هي مفعمة بالرأفة، ومطبوعة بصفاء لا متناهٍ، وينبعث منها سكون هادئ. لا اضطراب في حزن مريم ولا هيجان، لا قلق في وضع يد يوحنا على خدّه، بل ألم صميميّ. مريم تشير بيدها اليمنى إلى المصلوب، توجّه أنظارنا إليه، وأما اليد اليسرى فقريبة من حنجرتها التي خنقها الحزن، وكأنّها تريد فكّ عقدة تشنّجها من فرط الألم؛ إنّها متجمدة في آلامها، مختنقة بعبراتها. المخلص على الصليب ليس بإنسان منهك القوى ومضني من الألم، إنّه جسد هادئ معلّق بطريقة أثيرية، بخفّة فائقة يبرز على الخشبة: جسده مقوّس، منحنٍ نحو أمّه. إنّه في كلّ حال سيّد موته وسيّد حياته لا يفقد شيئاً من عظمته وهيبته وجلاله. الدم الممزوج بالماء المتدفّق من جنبه المطعون علامة الحياة المستمرّة. علامة ولادة الكنيسة. تحت قدميّ يسوع جمجمة، والتقليد يرجّح أنها جمجمة آدم، رمز الإنسان الأول وبه تُرش المسكونة كلّها بدم المسيح. آدم الأول والثاني يلتقيان، ويؤلفان قطبين متركّزين، موجودين في كلّ إنسان. وعلى الأخير أن يختار، بملء إرادته، محور وجوده. الشمس أظلمت ولذلك هي موجودة عن يمين المصلوب، "لمّا شاهدتك الشمس على الصليب معلّقاً التحفت بالقتام والأرض تموجت خوفاً وحجاب الهيكل تمزّق |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|