30 - 03 - 2018, 03:28 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
كيف اتخلص من الإثم عملياً واحفظ قلبي في مخافة الله
في الواقع الاختباري فأن التخلص من حياة الإثم وحفظ القلب لا يتم بمجرد معرفة الإنسان ولا بقدراته لأنه سيفشل، لذلك علينا أن نعود لتعليم الكتاب المقدس لكي نعي كيف نسلك وندخل في سر الغلبة بشخص ربنا يسوع، لذلك اسمعوا وانتبهوا يا إخوتي لأن الكتاب يقول:
ثبت خطواتي في كلمتك ولا يتسلط علي إثم (مزمور 119: 133)
هذه الآية تُعبر عن صلاة المشتاق أن يحيا في شركة اختبارية مع الله الحي، الذي يشتهي أن يعاين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة ليتغير لتلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح، وبسبب أنه بدون القداسة لا يُعاين أحد الرب، فأن سعي الإنسان كله في أن لا يتسلط عليه إثم.
فيا إخوتي انتبهوا للسر العظيم المستتر في كلمة الله،
لأن المزمور هنا لا يتكلم عن مجرد هفوات ولا عثرات الطريق، لأن كلنا ممكن أن نعثر ونضعف لأي سبب، لكن هناك فرق شاسع وعظيم بين العثرة أو الضعف وبين تسلط الإثم على الإنسان فيستعبده، أي يصير تحت سلطان الخطية، لأنه مكتوب: فأن الخطية لن تسودكم لأنكم لستم تحت الناموس بل تحت النعمة (رومية 6: 14)
فمن تاب وآمن بالإنجيل دخل – تلقائياً – في سر الخلاص وحياة التجديد، فخرج من تحت الناموس مرآة النفس وكاشف القلب ومظهراً قوة سيادة الخطية على الإنسان المنفصل عن حياة الله، لكي يعرف نفسه ويتأدب للمسيح الرب فيدخل تحت قوة النعمة المُخلِّصة وحياة التجديد، لذلك سعيه كله أن يثبت في الحق، لذلك صلاة قلبه تقول: "ثبت خطواتي في كلمتك"، لأن الكلمة الخارجة من فم الله هي حياة النفس، لأن الثبات في كلمة الحق يحفظ الإنسان من الإثم وتسلطه عليه، لذلك يقول المرنم: خبأت كلامك في قلبي لكيلا أُخطئ إليك (مزمور 119: 11)؛ وعلينا الآن أن نفهم معنى الآية في سياقها الأصلي:
+ ثبت הָכֵ֣ן خطواتي في كلمتك בְּאִמְרָתֶ֑ךָ ولا يتسلط תַּשְׁלֶט علي إثم (مزمور 119: 133)
(1) ثبت הָכֵ֣ן = أسس وثبت، رسخ بمتانة، وهي تُفيد الاستقرار مع الضبط والإقامة، وتحمل أيضاً معنى التعزيز والتكريس والتأصيل: انتظاراً انتظرت الرب، فمال إليَّ وسمع صراخي، وأصعدني من جُب الهلاك، من طين الحمأة، وأقام على صخرة رجلي، ثبت خطواتي. (مزمور 40: 1 – 2)
(2) كلمتك אּמְרַת = المقصود الوصية = وصاياك
إذاً فثبت خطواتي في كلمتك = ان "حفظتم" وصاياي تثبتون في محبتي، كما إني أنا قد حفظت وصايا أبي وأثبت في محبته؛ فقط "عيشوا" كما يحق لإنجيل المسيح حتى إذا جئت ورأيتكم أو كنت غائباً اسمع أموركم انكم تثبتون في روح واحد مجاهدين معاً بنفس واحدة لإيمان الإنجيل. (يوحنا 15: 10؛ فيلبي 1: 27)
(3) ولا يتسلط תַּשְׁלֶט عليَّ إثم = لا يكون مُخْتَصّ؛ مُفَوّض؛ مُنْتَدَب؛ مُوَكَّل، أي لا يكون له أي أمر عليَّ، أو لا يكون لهُ سلطان، أي فاقد سلطته، ليس له أي مكانة سلطوية، ليس لهُ مكانة عُليا، وليس له كرسي سلطان يجلس عليه فيتحكم بالأمر والنهي.
فطالما الخطوات ثابتة في الوصية، بمعنى اننا نسير بخطوات ثابتة في الوصية ونحيا بها لأنها هي حياتنا، فالإثم لن يجد له مكان سلطوي ليحرك النفس كما شاء، لذلك يعقوب الرسول بكل وعي روحي قدَّم تعليم صالح لكل نفس قائلاً: اطرحوا كل نجاسة وكثرة شرّ، فاقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة أن تُخلِّص نفوسكم (يعقوب 1: 21)
فانتبهوا يا إخوتي لأن الكتاب المقدس يشرح ببساطة عميقة كيف ننتصر ويُغلب الإثم وينطرح عنا بعيداً: انا اظهرت اسمك للناس الذين اعطيتني من العالم، كانوا لك واعطيتهم لي وقد "حفظوا كلامك": ثبت خطواتي في كلمتك ولا يتسلط علي إثم(يوحنا 17: 6؛ مزمور 119: 133)
وهذا هو تعليم سفر الأمثال من أجل فهم مخافة الرب وإيجاد معرفة الله الحقيقية ولفهم العدل والحق والاستقامة وكيفية الإنقاذ من طريق الشرّ ومسالك الظلمة:
يَا ابْنِي إِنْ "قَبِلْتَ كَلاَمِي وَخَبَّأْتَ وَصَايَايَ عِنْدَكَ". حَتَّى تُمِيلَ أُذْنَكَ إِلَى الْحِكْمَةِ وَتُعَطِّفَ قَلْبَكَ عَلَى الْفَهْمِ. إِنْ دَعَوْتَ الْمَعْرِفَةَ وَرَفَعْتَ صَوْتَكَ إِلَى الْفَهْمِ. إِنْ طَلَبْتَهَا كَالْفِضَّةِ وَبَحَثْتَ عَنْهَا كَالْكُنُوزِ. فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُ مَخَافَةَ الرَّبِّ وَتَجِدُ مَعْرِفَةَ اللَّهِ. لأَنَّ الرَّبَّ يُعْطِي حِكْمَةً. مِنْ فَمِهِ الْمَعْرِفَةُ وَالْفَهْمُ. يَذْخَرُ مَعُونَةً لِلْمُسْتَقِيمِينَ. هُوَ مِجَنٌّ لِلسَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ. لِنَصْرِ مَسَالِكِ الْحَقِّ وَحِفْظِ طَرِيقِ أَتْقِيَائِهِ. حِينَئِذٍ تَفْهَمُ الْعَدْلَ وَالْحَقَّ وَالاِسْتِقَامَةَ: كُلَّ سَبِيلٍ صَالِحٍ.
إِذَا دَخَلَتِ الْحِكْمَةُ قَلْبَكَ وَلَذَّتِ الْمَعْرِفَةُ لِنَفْسِكَ. فَالْعَقْلُ يَحْفَظُكَ وَالْفَهْمُ يَنْصُرُكَ. لإِنْقَاذِكَ مِنْ طَرِيقِ الشِّرِّيرِ وَمِنَ الإِنْسَانِ الْمُتَكَلِّمِ بِالأَكَاذِيبِ. التَّارِكِينَ سُبُلَ الاِسْتِقَامَةِ لِلسُّلُوكِ فِي مَسَالِكِ الظُّلْمَةِ. (أمثال 2: 1 – 13)
عموماً باختصار شديد فأن سرّ النصرة وغلبة الخطية الفعال هو حفظ الوصية في القلب: خبأت צָפַ֣נְתִּי كلامك אִמְרָתֶ֑ךָ في قلبي لكيلا أُخطئ לֹ֣א אֶֽחֱטָא إليك (مزمور 119: 11)
(1) ومعنى خبأت צָפַ֣נְתִּי: جَمَع ؛ كَدّس ؛ كَنَز؛ ادخر؛ مَحْفُوظ؛ مَخْزُون؛ مَصُون؛ مُخْتَزَن؛ مُدّخَر، وتحمل معنى طاقة مختزنة أو قوة مخزونة.
(2) كلامك אִמְרָתֶ֑ךָ: تعليماتك؛ وصاياك؛ حديثك؛ أقوالك؛ عباراتك وتعبيراتك
(3) لكيلا أُخطئ לֹ֣א אֶֽחֱטָא: أي لا أتدنس، أكون طاهراً، لا أُخفق، لكي لا أكون ناقص (من جهة الطهارة في الحضرة الإلهية)، وتأتي بمعنى الفقد (فقد الشيء وضياعه، والمقصود فقدان التطهير ونقاوة القلب وحالة القداسة)، وهناك معنى تفسيري يأتي بمعنى (لكي لا اتباطأ)، واتخذ هذا المعنى من كلام الرسول: اَلَّذِي مِنْ جِهَتِهِ الْكَلاَمُ كَثِيرٌ عِنْدَنَا، وَعَسِرُ التَّفْسِيرِ لِنَنْطِقَ بِهِ، إِذْ قَدْ صِرْتُمْ مُتَبَاطِئِي الْمَسَامِعِ (عبرانيين 5: 11)
فالمعنى للآية هو: ادخرت كلامك وحفظته وصنته كالكنز في قلبي (فصار قوة مخزونة في داخلي) لكي لا أصير متباطئ في السمع فأُنجرف بعيداً عنك واخسر شركتي معك ولا استطيع ان أعاين مجدك: طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللَّهَ (متى 5: 8)
|