|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا يمكنني التجوّل في السيارات المُصفحة إن الخطر موجود دائماً وكذلك اللّه تأتي هذه المقابلة كجزء من سلسلة تأملات بابويّة مُجمّعة في كتاب بعنوان “في رحلة”. ويركز هذا الكتاب السلسلة على عدد من رحلات الحج التي قام بها البابا منذ تبوئه سدّة بطرس في العام ٢٠١٣ ويتضمن زياراته الى آسيا وشمال أمريكا وأفريقيا واليونان وجنوب أمريكا وغيرها. ويعترف البابا انه وعلى الرغم من سفره عبر القارات إلا انه “لا يحب السفر كثيراً.” ويقول مفسراً: عندما كنت أسقفاً في بوينس آيرس، كنت أزور روما فقط عند الضرورة وكنت لا أفعل في حال كان بإمكاني تفادي ذلك. لطالما كان يصعب عليّ التواجد بعيداً عن أبرشيتي التي نعتبرها نحن المطارنة بمثابة “زوجة”. أكثر بعد، اعتبر العطلة بالنسبة إليّ هي التمتع بالمزيد من الوقت للصلاة والقراءة، لا أحتاج الى تغيير الجوّ أو البيئة التي أنا فيها.” وأضاف البابا، بعد الكشف عن هذا السر، ان الرب فتح له عينَيه على أهمية السفر الكبرى. فبعد أوّل زيارة الى جزيرة لامبيدوزا الإيطاليّة، وهي الموقع الذي يحاول اللاجئون الوصول إليه من أجل دخول أوروبا، فهم الحبر الأعظم لما عليه ان يضع جانباً أولوياته والعمل بحسب خطة اللّه. ويفسر البابا قائلاً: “كان من المهم جداً الذهاب الى هناك. لم يكن هناك من برنامج أو من دعوات رسميّة. شعرت أنه عليّ بالذهاب الى هناك. تأثرت بأخبار المهاجرين الذين ماتوا في البحر غرقاً. اختفى بعد ذلك تردد البابا بشأن السفر فهو فهم ان وجوده الجسدي ضروري لكي يرى بأم العين احتياجات الناس وتقديم الرجاء لليائسين. وأشار الى أن الدعوات تكاثرت بعد أن زار لامبيدوزا ما فتح أمامه باب السفر. ويشتهر بابا الشعب بتجاهله الإجراءات الأمنيّة ودخوله وسط الجموع وأخذ الصور مع الناس إلا أنه يعترف بالشعور ببعض الحذر خاصةً خلال سفره الى بلدان فيها الكثير من الحماسة أو الإشكالات. ويستشهد البابا ببولس السادس ليفسر المشهد الذي يحفظه الحبر الأعظم في قلب كلّ زيارة بابويّة:“أعتقد أن أكثر الصفات التي يُحسد عليها البابا من بين صفاته الكثيرة هي صفة الأبوة. إن الأبوة شعور يجتاح الروح والقلب ويلازم المرء كلّ ساعة من كلّ نهار وهو شعور لا يتلاشى بل ينمو لكي ينمو معه عدد الأطفال.” “إنه شعور لا يُشعر المرء بالتعب أو الوهن بل يُبدد كلّ سبب “إرهاق”. لم أشعر يوماً، ولا لدقيقة واحدة بالتعب عند رفع يدي لإعطاء البركة. لا، لن أتعب يوماً من تقديم البركة والمغفرة. أعتقد ان هذه الكلمات تفسر لما البابوات في الحقبة الحديثة أخذوا قرار السفر.” وأضاف البابا مشدداً على حرصه على التقرب من الناس أكثر فأكثر ضمن إطار الممكن. “لا يمكنني التجوّل في السيارات المُصفحة. أفهم الحاجة الى الإجراءات الأمنيّة وأنا ممتن لهؤلاء الناس المتفانين الذين يحيطون بي عن قرب ويراقبون ما يحصل من حولي”. إلا أن الأسقف هو راعٍ وهو أب ولا يمكن أن يبني حواجز بينه وبين الشعب. إن الخطر موجود دائماً وكذلك اللّه.” |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|