رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«مَنْ هُوَ هذا، حَتَّى يُطِيعَهُ البَحْرُ نَفْسُهُ والرِّيح؟» إنجيل القدّيس مرقس ٤ / ٣٣ – ٤١ كانَ يَسُوعُ يُخَاطِبُ الجُمُوعَ بِكَلِمَةِ الله، في أَمْثَالٍ كَثِيرَةٍ كَهذِهِ، عَلَى قَدْرِ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَسْمَعُوا. وبِدُونِ مَثَلٍ لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُم. لكِنَّهُ كانَ يُفَسِّرُ كُلَّ شَيءٍ لِتَلامِيذِهِ عَلَى ٱنْفِرَاد. وفي مَسَاءِ ذلِكَ اليَوْم، قالَ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ: «لِنَعْبُرْ إِلى الضَّفَّةِ الأُخْرَى». فتَرَكَ التَّلامِيذُ الجَمْعَ، وأَخَذُوا يَسُوعَ مَعَهُم في السَّفِينَة، وكَانَتْ سُفُنٌ أُخْرَى تَتْبَعُهُ. وهَبَّتْ عَاصِفَةُ ريحٍ شَدِيدَة، فٱنْدَفَعَتِ الأَمْواجُ عَلى السَّفينَة، حَتَّى أَوْشَكَتِ السَّفِينَةُ أَنْ تَمْتَلِئ. وكانَ يَسُوعُ نَائِمًا عَلى الوِسَادَةِ في مُؤَخَّرِ السَّفينَة، فَأَيْقَظُوهُ وقَالُوا لَهُ: «يا مُعَلِّم، أَلا تُبَالي؟ فنَحْنُ نَهْلِك!». فقَامَ وزَجَرَ الرِّيحَ وقَالَ لِلْبَحْر: «أُسْكُتْ! إِهْدَأْ!». فسَكَنَتِ الرِّيحُ، وحَدَثَ هُدُوءٌ عَظِيم. ثُمَّ قالَ لِتَلاميذِهِ: «لِمَاذَا أَنْتُم خائِفُونَ هكَذا؟ كَيْفَ لا تُؤْمِنُون؟». فخَافُوا خَوْفًا عظيمًا، وقَالُوا بَعْضُهُم لِبَعْض: «مَنْ هُوَ هذا، حَتَّى يُطِيعَهُ البَحْرُ نَفْسُهُ والرِّيح؟». التأمل: «لِنَعْبُرْ إِلى الضَّفَّةِ الأُخْرَى…». هذه قصة أخوين عاشا مدة طويلة بالاتفاق والمحبة… كانا يعيشان في مزرعتهما في الريف يعملان معا ويسود حياتهما التفاهم والانسجام الكلي. وفجأة وفي يوم من الأيام… نشبت مشاجرة بينهما وكانت هذه المشكلة الأولى التي نشأت بينهما بعد أربعين عامًا عملا فيها معًا في فلاحة الأرض مشاطرين الآلات والأجهزة متقاسمين المحاصيل والخيرات. نشأ الخلاف من سوء تفاهم بسيط وازداد…حتى نشب شجار تفوها به بكلمات مُرّة وإهانات أعقبتها أسابيع صمت مطبق. فأقاما في جهتين مختلفتين. .. ذات صباح قرع قارع باب الأخ الأكبر وإذا به أمام رجل غريب…”إني أبحث عن عمل لبضعة أيام” قال هذا الغريب. .. قد تحتاج إلى بعض الترميمات الطفيفة في المزرعة وقد أكون لك مفيدًا في هذا العمل”. فقال الأخ الأكبر: ” نعم لي عمل أطلبه منك… هناك حيث يعيش جاري، أعني أخي الأصغر. حتى الأسبوع الماضي كان هناك مرج رائع لكنه حوّل مجرى النهر ليفصل بيننا. قصد ذلك لإثارة غضبي غير أني سأدبر له ما يناسبه !” وأضاف شارحًا : ” أترى تلك الحجارة المكدسة هناك قرب مخزن القمح …أسألك أن تبني جدارًا علوه متران كي لا أعود أراه أبدًا. ” أجاب الغريب: “يبدو لي أنني فهمت الوضع”. ساعد الأخ الأكبر العامل في جمع كل ما يلزم ومضى إلى المدينة لبضعة أيام لينهي أعماله. وعندما عاد إلى المزرعة وجد أن العامل كان قد أتم عمله. فدهش كل الدهشة مما رآه … فبدلًا من أن يبني حائطًا فاصلًا علوه متران بنى جسرًا رائعًا يربط بين البيتين. وفي تلك اللحظة ركض الأخ الأصغر من بيته نحو الأخ الأكبر مندهشًا وقائلًا : “إنك حقًا رائع ، تبني جسرًا بيننا بعد كل ما فعلته بك ، إني لأفتخر بك جدًا.” وعانقه. وبينما هما يتصالحان، كان الغريب يجمع أغراضه ويهم بالرحيل . “انتظر”…”انتظر”… قالا له: “ما زال عندنا عمل كثير لك. ” فأجاب :” كنت أحب أن أبقى لولا كثرة الجسور التي تنتظرني لأبنيها.” إذاً ما رأيك لو نبدأ في بناء الجسور بيننا وبين أقارب لنا أبعدتنا عنهم فصولٌ من الجفاف؟؟ ما رأيك لو نعبر جسور التلاقي التي نبنيها بأيدينا؟ ما رأيك لو ” نَعْبُرْ إِلى الضَّفَّةِ الأُخْرَى” ونعانق اخوة لنا بعد طول غياب؟؟ صوم مبارك |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|