رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف تعرّف المسيحيون إلى يسوع في السنوات الأربعمائة الأولى لطالما كان الكتاب المقدس مصدر ثقافةٍ للمسيحيين. وضمن عدة جماعات مسيحية، يُعتبر هذا النص المستوحى السلطة الوحيدة التي منحها الله بذاته للمؤمنين. ولكن، هل كان للمسيحيين كتاباً مقدساً كاملاً مثلنا اليوم؟ بدايةً، يجب أن نعترف أن الكتاب المقدس لم “يهبط من السماء” في مجلّدٍ واحد كامل ومطبوع. ففي الحقيقة، تبلغ المدة الفاصلة بين كتابة سفر التكوين وسفر الرؤيا حوالي 1500 عام. ولم يبدأ أحد بكتابة العهد الجديد إلا سنة 45 بعد الميلاد. بالتالي، لم يُعلن الكتاب المقدس الكامل رسمياً في الكنيسة إلا سنة 397 في مجمع قرطاج. إذاَ، كيف تعرّف المسيحيون إلى ربنا في السنوات الأربعمئة الأولى بعد الميلاد؟ لا بد أولاً من النظر إلى الرسل الأوائل وخلفائهم. بدأ المسيحيون الأوائل يتعلمون من كتاب “الديداخي” (60-90) الذي يشير إلى القوانين الأخلاقية الأساسية في المسيحية: “لا تقتل؛ لا تزنِ؛ لا تسرق؛ لا تتعاطَ بالسحر؛ لا تقتل جنيناً بالإجهاض؛ تواصل يومياً مع القديسين؛ لا تفتعل شقاقاً؛ تمسك بالتقاليد؛ في الكنيسة، اعترف بخطاياك”. أرسل يسوع رسله ليعلموا الناس أن يحفظوا جميع ما أوصاهم به (متى 28، 20). كان يريد الرسل أن يعلّموا وألا يكتبوا الكتاب المقدس، لكن الكتابة أصبحت ضرورةً للإجابة عن الأسئلة المتزايدة عن الإيمان والأخلاق والعبادة. تناول المسيحيون الأوائل عدة مواضيع منها المعمودية والآحاد والعظات وغيرها. المعمودية “من ثم، ينالون الغسل بالماء باسم الله الآب ومخلصنا يسوع المسيح والروح القدس”. – القديس جاستن، في Apologia الذي دُوّن ما بين 153 و155 م. الآحاد “وفي اليوم المسمى الأحد، يجتمع كافة المقيمين في المدن أو في البلاد قي مكان واحد، وتُقرأ مذكرات الرسل”. – القديس جاستن العظات “عندما ينتهي القارئ، يعطي رئيس الإخوة إرشاداً في كلمةٍ ويحث على الاقتداء بهذه الأمور الجيدة”. – القديس جاستن تقدمة الخبز والخمر “من ثمّ، يتم إحضار الخبز وكأس من الخمر، فيأخذهما مسبحاً وممجداً أب الكون باسم الابن والروح القدس”. – القديس جاستن تحدث المسيحيون الأوائل أيضاً عن الصلوات على الخبز والخمر، وشفاعة مريم والقديسين، والمناولة وتوضيح الحضور الفعلي لغير المؤمنين وسلطة الكتاب المقدس والسلطة التعليمية. من الواضح أن المسيحيين الأوائل اعتمدوا قبل كتاب العهد الجديد على الكنيسة المعلّمة وجميع رسلها وأساقفتها وكهنتها وشمامستها. ولا يزال هذا التعليم فعالاً حتى اليوم من خلال المهمة التعليمية للكنيسة الكاثوليكية. تجدر الإشارة إلى أن مصطلح “الكنيسة الكاثوليكية” الذي يعني “الكنيسة الأولى المعروفة في كل مكان” استُخدم للمرة الأولى من قبل اغناطيوس الأنطاكي في رسالته الثانية إلى أهل إزمير سنة 107. ويسوع بنفسه لم يكتب شيئاً، ولم يعلّم تلاميذه أبداً أن يقرأوا الكتاب المقدس كالسلطة الوحيدة، بل أرسل تلاميذه إلى جميع الأمم لكي “يعلّموا”. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|