الصوم والخمسين يوماً بين العيد القيامة وعيد الصعود(بحسب الكنيسة البيزنطية الأرثوذكسية)

[walaa farouk]

التلاميذ يسألون عن الصوم

"حِينَئِذٍ أَتَى إِلَيْهِ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا قَائِلِينَ: «لِمَاذَا نَصُومُ نَحْنُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ كَثِيراً، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ؟» 15فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَنُوحُوا مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ وَلَكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ. 16لَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ رُقْعَةً مِنْ قِطْعَةٍ جَدِيدَةٍ عَلَى ثَوْبٍ عَتِيقٍ، لأَنَّ الْمِلْءَ يَأْخُذُ مِنَ الثَّوْبِ، فَيَصِيرُ الْخَرْقُ أَرْدَأَ. 17وَلاَ يَجْعَلُونَ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ عَتِيقَةٍ، لِئَلَّا تَنْشَقَّ الزِّقَاقُ، فَالْخَمْرُ تَنْصَبُّ وَالزِّقَاقُ تَتْلَفُ. بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ جَدِيدَةٍ فَتُحْفَظُ جَمِيعاً»"(مت 9: 14- 17) و (مر18:2-22)

الكتبة والفريسين يسالون عن الصوم :

"وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا يَصُومُ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا كَثِيراً وَيُقَدِّمُونَ طِلْبَاتٍ، وَكَذَلِكَ تَلاَمِيذُ الْفَرِّيسِيِّينَ أَيْضاً، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَيَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ؟» 34فَقَالَ لَهُمْ: «أَتَقْدِرُونَ أَنْ تَجْعَلُوا بَنِي الْعُرْسِ يَصُومُونَ مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ 35وَلَكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ»" (لو 5: 33- 35)

السيد المسيح شرَّع لنا الصوم بقوله :

"سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ"

والسيد المسيح في إجابته شرح مفهوماً جديداً للصوم في المسيحية، فهمنا منه أن المسيحي هو عروس للمسيح العريس، والمسيح دفع دمه ثمناً لخلاصنا، فطالما هو موجود بالجسد، فالتلاميذ فرحون بوجود عريسهم معهم، فهذه ايام فرح، والفرح لا يصح معه النوح والتذلل والصوم. أماّ بعد أن يُرفع العريس (عيد الصعود)، فالعروس سوف تفهم أنه طالما أن عريسها في السماء فهي غريبة على الأرض.

في المسيحية يشبه الله علاقته بأبنائه كعلاقة العريس بالعروس، فالمسيح العريس والمؤمنون العروس إنها أجمل قصة حب بين العريس والعروس فيصير الاثنين جسداً واحداً ليسا هما اثنين بل واحد (مت 16: 5)

السيد المسيح هو العريس ونزوله للأرض سمَّاه عرساً والمدعوين للعرس هم المؤمنون بالإنجيل وكلمة الإنجيل هي البشارة المفرحة لذلك لا نصوم عندما نكون في العرس.

السيد يرفض فكرة الترقيع، فلا يصح أن يصوم تلاميذه وهو معهم بنفس الأفكار القديمة الفريسية، هم سيحصلون على الطبيعة الجديدة بعد حلول الروح القدس وحينئذ يصومون بالفكر الجديد، فالطبيعة الجديدة أو الخليقة الجديدة.

"إِذاً إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً" ( 2كو 5: 17)

فنحن لا نصوم بعد عيد القيامة فهي أيام فرح ولأن المسيح كان يظهر لتلاميذه بعد قيامته مدة أربعين يوماً وهذا يعني ان العريس معنا "اَلَّذِينَ أَرَاهُمْ أَيْضاً نَفْسَهُ حَيّاً بِبَرَاهِينَ كَثِيرَةٍ بَعْدَ مَا تَأَلَّمَ وَهُوَ يَظْهَرُ لَهُمْ أَرْبَعِينَ يَوْماً وَيَتَكَلَّمُ عَنِ الأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ ونبدأ بالصوم بعد عيد الصعود"(اع 1: 3)

وفي اليوم الخمسين أي بعد عشرة أيام من صعوده للسماء أرسل لهم الروح القدس، وهذه كلها ايام فرح لا نصوم فيها، لذلك نبدأ بالصيام بعد عيد الصعود.