طفلي ثرثار ويجيب بجرأة وقلة أدب

[walaa farouk]

التأديب, المرحلة الأساسية, المرحلة العمرية, بناء الشخصية, قضايا تربوية, ما قبل المراهقة
طفلي ثرثار ويجيب بجرأة وقلة أدب
ليس ما فاجأني هو أن ابني أجابني بدون احترام وقلّة أدب، ولكن ما فاجأني هو ابني قد ذهب للنوم الليلة الماضية -وهو الطفل اللطيف والمحبوب- واستيقظ شخص آخر لديه جواب لكل كلمة وبقلّة ادب. هذا ما حصل مع ابني عندما بلغ التاسعة من العمر، وفي ليلة واحدة شعرت أننا في عام آخر من حياتنا. أصبح لديه جواب لكل ما أطلبه منه، ويقابله بالرفض وكان أمر محبط جدًا. كنت أسأل نفسي ما الذي فعلته حتى يقابلني ابني هكذا، ولكنني لم أجد إجابة لأن ما حصل من تغيّر حصل أثناء النوم وفي فترة قصيرة. نعم هذا ما يحصل لأن التغيّرات في جسم الأطفال لا تستأذن قبل أن تحصل، ولكنها تحصل في الوقت التي تراه مناسبًا. ويا لها من خيبة أمل إذا تصرّف ابني هكذا أمام الغير، ليجعلني أشعر بأنني لم أحسن تربيته وأنني أم فاشلة. ولكن استطعت أن أسيطر على الأمور قدر الإمكان بنني تجنّبت الحديث معه وقتها، حتى لا أتلّفظ بكلمات قد تستفزه أكثر. حافظت على هدوئي بالرغم من كمية الغضب التي بداخلي، وحاولت أن أصغي له فقط، تركته يتكلّم ويتكلّم وكأنني لم أعرفه من قبل، فهناك أمر قد حصل واصبح هو شخصًا آخر.

ولكن بعد ذهابه إلى المدرسة بدأت أفكّر تفكيرًا عميقًا، ولا أنكر أنني حاولت التواصل مع بعض المقرّبين وشرحت لهم ما حصل، وللحظة شعرت بشعور مختلف أنني لست وحدي. وقد توصّلت إلى النتيجة أن إجابة الطفل بقلة أدب قد تكون بسبب شعورة بالغضب والإحباط وخيبة الأمل.

من أقوى وأفضل النصائح التي قُدّمت إليّ والتي حتمًا ساعدت في معالجة مشكلة إجابة الطفل بقلة أدب كانت كالتالي:

كوني صريحة واطرحي عليه أسئلة بكل هدوء لتفسير سبب رفضه لما تقومي بطلبه منه.
اشرحي له لماذا تريدينه أن يطيعك، واشرحي له أنه ليس عليه طاعتك فقط لأنك أخبرته بذلك ولكن لأن هذا ما يجب فعله. مثلاً: أخبريه بأنه عليه أن ينام مبكرًا ليس لأنك تريدينه أن ينام وتتخلّصين من إزعاجه، بل لأنه عليه الذهاب إلى المدرسة والنوم باكرًا يجعلك أنشط ويساعدك على التركيز.
راقبي تصرّفاتك جيدًا لأنها قد تكون سببًا لانعكاس تصرّفات ابنك أمامك. لا تلومي طفلك في كل شيء لأن الاطفال يميلون إلى التقليد سواء الأب أو الأم أو حتى المعلمة. اقرأ أيضاً افرحوا لأن طفلكم عنيد وعبثي
في النهاية اطفالنا يرونا بمرآه خاصة مهما كانت لهم شخصيتهم المستقلة، إلا أنهم سيقومون بتقليدنا بطريقة أو باخرى، فقبل أن نحاول ضبط سلوكياتهم علينا أن نضبط سلوكنا أمامهم قدر المستطاع