لكي يكون الصيام ذا فائدة على المؤمن أن يمارسه على أساس أنه جزء مهم من الجهاد الروحي. والجهاد الروحي يعني أن يبذل المؤمن جهدا يوميا غير منقطع لأجل محاربة الأهواء الفاسدة والتحرر من الخطايا المزمنة المتسلطة عليه، والتي يرتكبها دائما. وبالمقابل يسعى جاهدا إلى اكتساب الفضائل مثل التواضع والعفة وتعفف النظر والمحبة والمسامحة والقناعة… وقد علمنا الآباء القديسون أن التوبة عن بعض الشهوات ليست بالأمر السهل، وهي تتطلب صوما طويل الأمد وصلاة حارة متواصلة، وإماتة، وممارسة لأسرار الكنيسة، خصوصا سر التوبة والإعتراف عند الكاهن، وتناول الإفخارستيا. وقد صلت القديسة مريم المصرية في البرية أربعين سنة مع الصوم والإماتة حتى تحررت من شهواتها.
الصوم هو جزء لا يتجزأ من الجهاد الروحي، وفائدته قليلة لمن لا يسعى، مع الصوم، إلى التقدم روحيا.