رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هذا هو الحب العملى الذى يريده الله منا فى تعاملنا وليس فى كلامنا فالذى لا يحب لا يفكر فى ذاته ولكن فيمن يحب يفكر كيف يرضى من يحبه وكيف يريحه ويجلب السرور الى قلبه ولا يجلب له العذاب بل يبذل نفسه من أجله ويعامله بوداعة ورقة وطيبة قلب فأن كنا نريد شباباً دائماً لا يعرف شيخوخة فلابد أن يكون الحب فى حياتنا نبعاً دافئا لا يتوقف ليس الحب حدثا طارئا فى حياة الإنسان وليس هو مجرد التعلق بشخص آخر تصادفه فى طريق العمر فالحب الطارئ قد يكون حباً غريزياً يعرفه الطير والحيوان وكافة البشر أما الحب الدافق المستمر الذي يحتضن الخير ويفيض بالدفء والعطاء هو حب الله لأن الله محبة فإذا عشنا حباً ليس فيه الله خادعا سريع الذبول أما إّذا كان الحب فى حياتنا هو الله فإنه يثمر ربيعاً دائماً لأن الله دائم والذى يجرى في عروقه دفء الحب يمتلئ قلبه بالوفاء وعيناه بالجمال أما الحب الذى نعرفه فهو لا يمنح الشباب الدائم بل يرسم التجاعيد على أيامنا الخضراء إننا نحتاج قدرة إلهية لتغير قلوبنا من الداخل وتملؤها بالحب فالشباب الدائم ليس تركيبة دوائية ولكنه لمسة إلهية تحمل قوة الخلود الحب هو الكنز الوحيد الذى يتكاثر بالقسمة والهدية الوحيدة التي تكبر كلما أخذت منها وهو التجارة التى تزدهر بالإسراف لذلك أمنحه للآخرين وأطرحه هنا وهناك ليس حبا الذى يركض وراء سراب الأنانية ويمنع سواعده من العمل فى حقل البشرية ليس حبا الذى يولد فى الفجر ويتبخر عند الغروب الحب شمس عندما تغرب تترك وراءها أملاً فى غد جديد فهو نجم مضىء يسير فوق صفحة سماء مظلمة فيبث أملاً فى سماء المحرومين وسحاب المجروحين. الحب لن يكون حباً ما لم يكن خالصاً من أى غرض نقياً من كل زيف فالحب الخالص هو وحده القادر على قهر أنانية الإنسان ورغبته الجامحة في تحقيق ذاته على حساب آخرين رب علمني كيف أحب علمني الحب الذي لا يشك بل يثق الحب الذى لايدين بل يعتذر الحب الذي لا يحقد بل يسامح الحب الزى لا يطلب بل يأخذ الحب الذيس لا يتهم بل يأخذ فالحب يذيب الفوارق ويجعل القلوب الغليظة أرق من نسمة الحياة أذا وجدت الحب أحتضنه بعناية وأحيطه بكل رعاية وأقتلع الأشواك التى تحاول خنقه فلولاه لجفت أغصان البشر . ربى علمنى أن أحب حب بلا حقد وأتسامح علمنى حبا لا يدين ولا يشك وأن أعطى الجميع من فيض حبك |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|