رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كفاك نوماً، يا بنيّ إنّني في نزاع حتّى منتهى الدهور، يقول الله إنّني مسمرّ على الصليب حتّى نهاية العالم وأبنائي، أبنائي المسيحيّون، عن ذلك ساهون إنّني أُجلَدُ، أُصفعُ، أُمَزَّقُ، أُصلَبُ أمام أعينهم أموت وهم لا يُدركون إنّهم لا يرون أنا في وسطهم وهم لا يعرفونني أنا عامل بين العمّال، مغبون في أجرته أنا عامل عاطل عن العمل، أسكن بيتاً من تنك أنا مسلول، أنام تحت أروقة الجسور أنا سجين أنا فريسة الاستغلاليّين الطامعين … سبق وقلتُ لهم، :”كلّ ما تعملونه بأحد هؤلاء الصغار إخوتي، إنّكم بي تعملونه” قول واضح أنّهم يعرفون ذلك ولا يأخذون به أنا بردان، يقول الله، جوعان، عريان أنا مُكبّل بالقيود، مُضطهَد إلى الهزء والسخرية مُسَلَّم ولكن كلّ هذا ليس بشيء، يقول الله، لقد اعتدته الناس اخترعوا مِحَناً أفظع تسلّحوا بسلاح الحرّية القاطع واخترعوا ماذا أقول؟ “إغفر لهم يا أبتاه، لأنّهم لا يدرون ماذا يعملون” أجل اخترعوا الحرب، الحرب الحقّة حيث البشر، أنا هناك، يقول الله هذا منذ البدء كان منذ اللحظة التي حللتُ فيها بينهم أحمل رسالتي إليهم إليهم جميعاً ومن أجلهم جميعاً منذ اللحظة التي قيّدتُ فيها نفسي أحاول أن أجمع شملهم، أن أوحّد صفوفهم حيث البشر، أنا هناك، يقول الله قبِلوني بينهم واستولوا عليّ… يا للخونة “أهلاً بك يا ربّ…” أنا عندهم الآن، معهم، واحد منهم، هم بالذات أُنظرْ ما صنعوا بي إنّهم يجلدونني، يقطعوني إرباً إرباً يصلبونني يمزّقونني كلّما مزّق بعضهم البعض الآخر يقتلونني كلّما قتل واحدهم الآخر أجل، البشر اخترعوا الحرب وأنا مع الألغام أتفجّر في المتاريس ألفظ أنفاسي الأخيرة بشظايا القنابل أتمزّق تحت طلقات الرشّاشات أخُرُّ صريعاً أنا أنزف بدم الرجال الذين سقطوا في ساحات الوغى أنا أصرخ صرخات الرجال في ليالي المعارك أنا أموت ميتات الرجال في وحشة المعارك وحواليّ… الناس يضحكون، يطربون، يرقصون يسمّرونني على الصليب في رؤوسهم سكرة الجنون وملء أشداقهم قهقهة واسعة. كفى يا ربّ! رُحماك لا لستُ أنا لا، لا أريد بلى، يا بنيّ، هذا أنتَ بالذات أنتَ… وجميع أخوانك البشر إنّ المطرقة لا تَدقّ المسمار إلاّ بضربات متعدّدة إنّ السوط لا يَلفح الأكتاف إلاّ بجلدات متوالية أنتَ، أنتَ واحدٌ من تلك البشريّة التي تتعاون عليّ أن تكون من الذين يَضرِبون أو الذين يَعدّون الضربات من الذين يُنَفّذون الأوامر أو الذين يرضون بالتنفيذ لا فرق في ذلك كلّكم مذنبون، المنفّذون والمتفرّجون ولكن، يا بنيّ، إيّاك أن تكون في عداد الذين ينامون في عداد الذين يستطيعون إغماض الجفون، بأمان “ألا تستطيع السهر معي ساعة من الزمن؟”. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لا يكون إلا رقاداً أو نوماً |
يعطي حبيبه نوماً |
(( يعطي حبيبه نوماً .......)) |
يعطى أحباؤه نوماً |
يعطى أحبائه نوماً |