يسوع كسب المعركة

[walaa farouk]

كنت بقرا من كام يوم عن التجربة على الجبل ورغم اني قريتها كتير قبل كدة، لكن المرة دي شدتني فيها حاجة غريبة .. وقت لما يسوع جاع فا ابليس جالُه عرض عليه يحوّل الحجارة عيش وياكلُه.. ويسوع رفض .. والحقيقة أنا مكنتش فاهم ليه يسوع رفض، ايه الغلط يعني في انه ياكل عيش ماهو جعان.. ماهو عملها كتير قبل كدة ومش مع كام رغيف بس.. ده شبع آلاف ومش مرة واحدة كذا مرة..

مشهد تاني.. لما كان مصلوب والكُل حواليه (حتى المصلوبين جنبه) بيعايروه وبيسفزوا ارادتُه عشان ينزل عن الصليب، وبرضو مش غريبة عليه يعني ماهو من كام يوم قبلها كان لسا مقوّم واحد من الموت بقالُه ٤ ايام .. والكتاب يقول عنه كدة "قد أنتن"، يعني اللي قوّم الميت مكنش يعرف ينزل من الصليب .. بس الغريبة أن يسوع معملش كدة وكمّل رغم الاستهزاء والصعوبة -الاختيارية- ومات في الاخر ..

والسؤال اللي كتير بيسألوه وانا شخصياً عانيت منه فترة..
ليه الله مكنش يهلك ابليس بكلمة.. ؟!
ليه ادالُه المساحة والقُدرة انه حتى يجربُه شخصياً ويصلبُه في الاخر.. !؟
ليه مكنش ينهي التجربة على الجبل بكلمة بدل الغُلب والمعاناة دي.. ؟!

ليه مايعتقلوش زي الرؤساء دلوقتي ما بيعتقلوا المُرشحين اللي بينافسوهم ويريح دماغُه!؟
وبعدين ده الله مش انسان أو رئيس أرضي يعني له الحق يعمل كدة ومحدش يكلمُه..

بس اللي شوفتُه في يسوع انه كان قد كلمته فا مش هيرجع في حكمه بالموت على البشرية، وكان ارقى واعلى من انه يسلب حتى الشيطان حقُه في المنافسة.. الله ماستسهلش الحل على نفسه.. فا لما قرر يبقى انسان ويفدي البشرية بقى انسان بجد، ماستخدمش قوته الالهية في انه يغش أو يسهل او يختصر الرحلة دي.. كان انسان بسيط لدرجة أن ابليس نفسُه شك فيه ومكنش متأكد من هويته وهو على الجبل فا ابتدا يسأله اسئلة من نوع "أن كنت أنت ابن الله ...؟"

يسوع كان مقرر يكمّل الطريق بكل امانة .. حتى لو فيه صليب وموت .. يسوع كان شايل اي وسيلة مُساعدة على جنب، لدرجة انه لما عرضوا عليه خل وهو مُتألم (والخل مُسكن على فكرة) رفض، وكأنه بيقول انه عشان يهزم ابليس بجد.. كان لازم يتألم ويموت بجد..

مش هايزوّر ألمُه وموتُه ..
مش هايجمع حشود حواليه بشوية مُعجزات حتى لو المعجزات سهلة وهاتخلّصه.. بس مكنتش هاتخلصهُم هما!
مش هايعتقل ابليس عشان يحسم المعركة بسهولة أو يريح دماغُه زي ما الرؤساء الايام دي بيعملوا..
مش هايستخدم حتى ملايكته ليلة ضعفُه ومُحاكمته "المتفبركة".. مع انه من حقُّه مايتظلمش بس اتظلم عشان ده طريق المُلك الشرعي ..

عشان كدة الكتاب يقول عن يسوع في معركته مع ابليس كدة انه "جرد الرياسات والسلاطين اشهرهم جهاراً ظافراً بهم فيه" .. وكأنه في محاكمة بيشيل كل رُتب ابليس العسكرية وسلطاته.. وابليس نفسه مايقدرش يفتح بُقه أو يعترض..

الخلاصة.. يسوع ارقي وانزه مُرشح انتخابي تشوفه، يسوع كسب المعركة بدون مساعدات خارجية أو ازاحة لمرشحين تانيين.. يسوع رفض حاجات كتير من حقه عشان محدش من اعدائه يفتح بُقه تاني.. يسوع يستاهل انه يكون ملك.. مش عشان بس هو الله، لكن عشان هو تعب انه ياخد المكانة دي بنفسه من غير حتى مساعدة من لاهوته أو ملايكته أو معجزاته.. يسوع يستاهل انه ياخد الكرامة والمجد والمُلك .. مُستحق أن الكل يسجد له ويفضل يهتف باسمه للابد .. وده هايحصل .. وقريب اوي