رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كلمة الله وأما كلمة الرب فتثبت إلى الأبد (1بط1: 25)في هذه الأيام التي كثر فيها التساؤل من جهة كلمة الله، من النافع لنا أن نذكر كيف أن عدداً واحداً من الكتاب المقدس كان سلاحاً كافياً في يد الرب يسوع المسيح لكي يواجه به الشيطان الذي جاء لكي يجربه، وكان حُجة كافية لإفحام الشيطان. ولا توجد حيلة من حيل الشيطان لا نجد في كلمة الله ما يكفي لمواجهتها. حقاً إن كلمة الله هي التي تُثبت نفسها، وهي التي تحوي قوتها وسلطانها في داخلها، ولو أن الروح القدس هو بلا شك الذي يعطيها هذه القوة على نفوسنا. وإن العيشة مع الله هي وحدها التي تمكننا من اجتلاء محاسن الكلمة والتغذي بما فيها من دسم وحلاوة. فالروح القدس هو المعلم المباشر للكلمة، وهو الذي يستخرج لنا ـ متى شاء ـ جواهر من كنوزها، ولكن عندما يفيض النهر يجب علينا أن نشرب لنفوسنا أولاً لري ظمأنا. ولا يوجد أخطر من التعامل مع الكلمة بدون الروح القدس. إني لا أعرف شيئاً يُبعد الشقة ما بيني وبين الله مثل التكلم عن الحق بدون الشركة مع الله. ما أخطر هذا الأمر! إن الله لا يُعلن أموره « للحكماء والفهماء » بل « للأطفال ». فالذي يحصل على البركة ليس هو الذهن البشري الجبار الذي يحكم في « أمور الله » بل هو روح الطفل الذي يشتهي « اللبن العقلي العديم الغش » (1بط2: 1) فأقوى عقل يجب أن ينحني أمام كلمة الله كالطفل المولود الآن. ولا توجد كلمة واحدة في كل كتاب الله لا تحمل غذاءً لنفوسنا .. فادرس الكتاب المقدس بالصلاة، وابحث فيه عن الرب لا عن العلم، ولا بد أنك ستجد العلم أيضاً، إنما اجعل غرضك الرب. ويجب أن نعرف جيداً أن ما يجعلنا ندخل إلى أفكار ومقاصد الله في الكتاب ليس هو مجهود الإنسان بل تعليم الله. ولست أقصد بذلك أن لا نعمل مجهوداً في درس الكتاب، بل أقصد أن ندرسه مع الله. دعني أقف لأسأل نفسي: ماذا كان يشغل ذهني اليوم؟ وراء أي شيء كنت أجري؟ هل أستطيع أن أقول إن كلمة المسيح كانت ساكنة فيَّ بغنى؟ أم أني كنت مشغولاً بالسياسة وبالأخبار الداخلية، أو ربما بأموري الخاصة وبكلامي الخاص. ليس هكذا المسيح. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|