15 - 01 - 2018, 05:35 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
رسالة وضعتها لكل متألم للتعزية
الأخ المبارك بنعمة الله الآب في مخلصنا يسوع المسيح، الذي بقيامته أُحييك تحية رجاء حي، طالباً لك الفرح كله بسكيب غنى الروح القدس الرب المُحيي، لتكثر لك نعمة الله الكلي القدرة وسلامه بيسوع المسيح.
أخي الحبيب الرائع في جمال جوهره العقلي، يا من صرت حقاً قريباً بآلامك من المصلوب الذي حمل أوجاعنا لكي يُعزينا في كل ضيق بآلامه المُحيية الشافية لنفوسنا، أهنئك بيسوع المسيح ربنا لأنك قريب من مجد ملكوت الله الظاهر في صليب ربنا يسوع، إذ أنك تحمل في جسدك أتعاب شديدة تؤلم وتجرح شعورك وتجعلك تصرخ صراخ صامت طالباً قوة الشفاء لترتاح من هذا التعب الشاق، الذي سبق وتألم به قديسين الله العلي وبالصبر احتملوا رافعين عيون قلبهم إلى فوق من حيث العون والسند، ففي كل نبضة ألم تشعرها فأنها ترتفع ذبيحة صلاة للعلو الشاهق بسهولة لتستحضر المعونة والسند من رب الجنود الكامل القريب جداً من المتألمين، لأنه في كل ضيقهم تضايق وملاك حضرته خلصهم، بمحبته ورأفته هو فكهم ورفعهم وحملهم كل الأيام القديمة (أشعياء 63: 9). حبيب ربنا يسوع أكتب إليك لكي لا تيأس من طول أيام أوجاعك لأن خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبدياً (2كورنثوس 4: 17)، فكل القديسين والآباء دخلوا في تجارب كثيرة لامتحان الإيمان فثبتوا وعاشوا بالصبر واثقين في محبة الله، فانفتحت أعينهم ورأوا ما لا يُرى ونظروا مجد الرب بوجه مكشوف، لأن بالآلام تتنقى قلوبنا إذ يسقط من أعيننا بُطل العالم وزهوه، لأن كل ما فيه باطل، وبذلك يرتفع نظرنا للعلو الحلو الذي للقديسين، الذي هو مجد الإله الوحيد، لأننا نثبت في الرجاء منتظرين ومتوقعين استعلان مجد الابن الوحيد، لذلك كُتب بروح النبوة عنهم: هؤلاء هم الذين أتوا من الضيقة العظيمة وقد غسلوا ثيابهم، وبيضوا ثيابهم، في دم الخروف (رؤيا 7: 14) أفرح وتعزى أخي الحبيب لأن مجدك في آلامك وصبرك عليها، ويسوع المسيح ربنا قريب منك للغاية، فارفع قلبك إليه طالباً رؤية نوره في محنتك وسوف تراه قريباً بحسب المكتوب: "انتظر الرب، ليتشدد وليتشجع قلبك وانتظر الرب، لا تقل إني أُجازي شراً، انتظر الرب فيخلصك؛ الرب قريب لكل الذين يدعونه، الذين يدعونه بالحق، لأنه تعلق بي أُنجيه، أرفعه لأنه عرف اسمي. (مزمور 27: 14؛ أمثال 20: 22؛ مزمور 145: 18؛ 91: 14) تشدد وتشجع مع جميع مختاري الله الذين دعاهم إليه في كل مكان وزمان، الحاملين سمات صليبه والمتألمين في شركة آلامه الشافية المُحيية، اثبت حتى النهاية في انتظار يسوع المسيح الذي له المجد الدائم إلى الأبد آمين.
|