|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل يتوجب على الكنيسة الاعتذار لاستخدامها العقاب الجسدي في المدارس الكاثوليكيّة سمعنا جميعنا قصص عن تلاميذ تعرضوا للضرب بالمسطرة على يد احدى الراهبات وكاثوليك سابقين يعتبرون ان الضرب الذي تعرضوا له على يد المعلمين الكاثوليك هو ما دفعهم الى الابتعاد عن الكنيسة. مما لا شك فيه ان هذه الادعاءات مهينة بحق آلاف الكهنة والراهبات الكاثوليك الذين سخّروا حياتهم من أجل تعليم الأجيال إلا ان صورة الضرب بالمسطرة النمطيّة شائعة جداً وقد يكون ذلك لأن فيها شيء من الحقيقة. وتنتمي هذه الصورة النمطيّة أيضاً الى حقبة حيث كان العقاب الجسدي شائعاً في كلّ مكان حتى في الكنائس العامة. من أجل الحديث بصراحة عن الاعتداء الجسدي في مؤسسات التعليم الكاثوليكيّة علينا أقله أن نعترف بأن العقاب الجسدي كان الى فترة ليست ببعيدة نمطاً عادياً في تربيّة الأولاد. وأثرت الدراسات التي أجريت في العقود الماضيّة حول الضرر النفسي الناتج عن العقاب الجسدي على فهمنا وادراكنا ما نتج عنه تغييراً كبيراً في المنزل والمدارس و لم يعد للمعلمين الحق في ضرب التلميذ. وكتب يوحنا بولس الثاني في رسالته الى الأطفال: “يعاني الأطفال من أشكال كبيرة من العنف على يد الراشدين… فكيف لا نبالي عندما نرى معاناة عدد كبير من الأطفال” فعكست كلماته الفهم المتزايد للموضوع الذي طبع النصف الثاني من القرن العشرين. إن الهدف مما تقدم هو تقديم إحاطة ووضع الأمور في سياقها لا تبرير الضرب والعقاب الجسدي. قد يكون وقع ذلك أكبر في الوسط الكاثوليكي إذ كان يتم على أيدي أشخاص ينظر اليهم المجتمع على انهم قديسين ومحط ثقة. فضرب بعض الراهبات وعدم تمكنهن من السيطرة على غضبهن في الصف أخاف التلامذة ومن المرجح أن يكون قد أثر على ايمان بعضهم. لكن ذلك غير منطقي… المعلمون بشر وهم لا يمثلون المنظومة التعلميّة كلّها وكذلك الراهبات فهن بشر أيضاً ولا تمثل بعض المسيئات منهن المنظومة التعلميّة الكاثوليكيّة كلّها أو الكنيسة. وّلت أيام العقاب الجسدي وتغيّر النظام التعليمي وباتت المساءلة هي الأساس. في السابق، كان الآباء يعتبرون الضرب مستحقاً ويضربون هم أيضاً في بعض الأحيان الطفل مرّة أخرى لتأديبه. هل يتوجب على الكنيسة الاعتذار؟ إن التحدث عن المعاناة هو الخطوة الأولى للشفاء ومعالجة الجرح نهائياً فحمل أوجاع الماضي يؤذي النفس كما الجسد! والأهم، هو أن مدارس اليوم الليبيرالية تعلّم ما هو مناف للطبيعة، من شذوذ وغيرها من الأمور. ونختم بما قاله يسوه “من ضربك على خدك الأيمن در له الأيسر”، طبعاً لم يقصد يسوع أن تضربنا الراهبات، ولكن بشكل فكاهي نقول: لم تضربنا الراهبات إلّا لبنائنا وهذا اليوم ممنوع طبعاً، ولكن قبل أن تعتذر الكنيسة على هذه الأمور، هناك فلتان أخلاقي يجب على القيّمين لجمه والاعتذار من ملايين التلاميذ والعائلات على تربية تشجّع الشذوذ وضرب القيم. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|