لماذا أحبُّ اللغة السريانيّة؟
لماذا أرغبُ في أن تستعيدَ مقامَها في كنيستي المارونيّة؟
لأسباب قوميّة؟
لا!
تمييزًا للموارنة عن باقي سكّان المنطقة؟
لا!
لنوعٍ من الفانتازيّة الدينيّة العاطفيّة؟
لا!
أحبّها وأرغبُ في أن تستعيدَ مقامَها لأنّها:
لغة الربّ يسوع وقد أعلن فيها بشارة الخلاص،
لغة مدينة الله أنطاكيا، أوّل مدينة تعتنقُ المسيحيّة،
لغَةُ ليتورجيا الشرقِ الأولى، ولغةُ الآداب المسيحيّة الأولى
تحتوي كلّ كنوز كنيستنا الليتورجيّة والروحيّة والنسكيّة.
مهما دار الزمان، ستبقى اللغة السريانيّة المصدر الأوّل لكلّ نهضة روحيّة وفكريّة وليتورجيّة في الشرقِ المسيحيّ.
عبثًا نحتفل بقدّاسات في هذه اللغه بشكلٍ استعراضيّ ونحن غرباء عن الروح النسكيّة السريانيّة.
عبثًا ندّعي إحياء هذه اللغة ونحنُ نُقحِم في ليتورجيّتها وقدّاساتِها كلّ أصناف الخطابات والترحيبات، ونحن نتخِمُها بأجهزة الصوت وآلات الموسيقى الصاخبة والميكروفونات.
الليتورجيا السريانيّة هي ليتورجيا التواضع والرصانة والخضوع لله.
هي ليتورجيا الحياة المستترة مع المسيح، لا تلك الّتي تعشق الأضواء والظهور.
هي ليتورجيا الجماعة المُحبَّةِ للمسيح، العابدة لله، بصوت واحد وروح واحد، لا ليتورجيا العازفين والفنّانين “المُستَعارين” لخدمتها!
هيَ ليتورجيا البحثِ عن الله بالكمال والنقاوة والقداسة.