هذا ما قالته العذراء في لورد لبرناديت ومن له أذنان للسمع فليسمع
كتب الأب يوحنا جحا ر.ل.م على صفحته:
حذارِ من الشعارات الميلاديّة البرّاقة والمنمّقة الّتي تخفي في طيّات عباراتِها المنتقاة بعناية غايات “يعقوبيّة” بعيدة المرامي
حذارِ من الشعارات الّتي تتقنّع بمحبّة الفقراء وروح العطاء…
حذارِ من الشعارات الّتي تجرّد الميلاد من البعد اللاهوتيّ الخلاصيّ ومن البعد العباديّ في الكنائس…
حذارِ من الشعاراتِ الّتي تريد تحويل الميلاد إلى مجرّد عواطف إجتماعيّة وإنسانيّة خارجًا عن التعبير الليتورجيّ الكنيسيّ الجماعيّ… بل تجعل من البعد الكنسيّ الليتورجيّ بذخًا يناقض رسالة المسيح…
لا!!! لم يأتِ المسيح ليحلّ مشكلة الفقر في العالم ولا ليعالج آفة البطالة وكافّة الآفات الإجتماعيّة… بل جاء ليخلّص نفوس البشر من أسر الخطيئة والموت…
لا! لا يريد المسيح تهديم الكنائس الشاهقة والمزخرفة بحجّة أنّ الهيكل الحقيقيّ هو في القلوب…
لا! لا يُريدنا المسيح أن نهمل الصلاة والعبادة بذريعة تقديم الهدايا للفقراء يوم الميلاد ثمّ نهملهم مدة 364 يومًا…
لا! لا يريدُنا المسيح أن نحبّه سرًّا وفي القلب بشكل فرديّ… بل يريد أن نؤمن بالقلب ونعترف باللسان وضمن الكنيسة…
لا! لا يريدنا المسيح أن نبيع المقدّسات لنطعم الجياع… لماذا لا نبيع سيّاراتنا الفاحشة أو قصورَنا المترامية ومقتنياتنا الّتي لا تُحصى وحساباتنا المصرفيّة حبًّا بالفقراء؟؟؟
لا! كما علّمنا البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني: لا تخشى الكنيسة “التبذير” في سبيل المسيح كما فعل المجوس في ميلاده والمرأة الخاطئة قبل موته، بل تقدّمُ لهُ عبر الليتورجيا الكنسيّة عبادة سخيّة في الروح والحقّ، في النفس والجسد، في الظاهر والباطن…
أجمل الحلل البيعيّة، أجمل الأواني المقدّسة، أفضل الترانيم الطقسيّة، مع نفوس ذهبيّة مؤمنة عابدة لكي تيتوافق الظاهر والباطنُ ويتكاملان!
بلى بلى، يريدنا الربّ أن نبي كنائس جميلة، (طبعًا ليس للمحاضرات والمسرحيّات والنشاطات) نعبده فيها عبادة شعب الله كما كانت الكنيسة الأولى تجتمع حول الرسل…
وهنا أستعير تفصيلاً من قصّة العذراء مع برناديت في لورد لأظهر إذا كانَ بناء الكنائس يوافق مشيئة الله أم لا:
يوم الثلاثاء 13 آذار قالت السيدة (العذراء) لبرناديت: إمضي وقولي للكهنة أن يأتوا إلى هنا بتطواف، وليبنوا لي في هذا المكان كنيسة…
وكانت كنيسة لورد الّتي ما زال الربّ يهبُ فيها الإنسانيّة بواسطة مريم نعمًا فيّاضة!
لا أعتقد أنّ الربّ يرغبُ في بيع هذه الكنيسة رغبةً في إطعام الفقراء…
فوقف إنتاج السلاح وحده كافٍ ليكافح كلّ أنواع الفقر والجوع وسع الأرض كلِّها.