هذا سر عظيم لا ينبغي لنا أن نخجل به فقط لأن فكرة الدم تزعجنا
ثم حين فطمته أصعدته معها بثلاثة ثيران وإيفة دقيق وزق خمر، وأتت به إلى الرب في شيلوه والصبي صغير. فذبحوا الثور وجاءوا بالصبي إلى عالي. وقالت: أسألك يا سيدي. حية هي نفسك يا سيدي، أنا المرأة التي وقفت لديك هنا تصلي إلى الرب لأجل هذا الصبي صليت فأعطاني الرب سؤلي الذي سألته من لدنه وأنا أيضا قد أعرته للرب. جميع أيام حياته هو عارية للرب. وسجد هناك للرب.”(سفر صموئيل الأول 24 -28).
كان من الشائع أن يتم تكريس البكر لله. يقول لوقا في الإنجيل:” كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: أَنَّ كُلَّ ذَكَرٍ فَاتِحَ رَحِمٍ يُدْعَى قُدُّوسًا لِلرَّبِّ. وَلِكَيْ يُقَدِّمُوا ذَبِيحَةً كَمَا قِيلَ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: زَوْجَ يَمَامٍ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ.” (إنجيل القديس لوقا 2 ).
أمّا حنّة فقد قدّمت ابنها لله حيث سلّمته إيّاه كما ورد في سفر صموئيل أعلاه.
كل عهد يتعلّق بالله له علاقة بالدم. ترانا نكرس أطفالنا لله (الذكور والإناث) إن لم نفعل ذلك عمدا سنقوم به في مرحلة ما وعادة ما يحصل ذلك بينما نمرّ بلحظات من القلق الشديد على الطّفل فنقول لله: “اشف طفلي وسيصبح لك إن كنت تريده يا رب احمه واحفظ سلامته وهو سيكون لك.”
كل عهد مع الله يحتوي على مكون الدم والتخلي عن الذات حتى عهد الزواج. الحديث هنا غشاء البكارة ومعناه الحقيقي. على مر القرون أصبح معنى الدم داخل السرير الزوجي منحرفا وتم تصغيره إلى الأفكار البشرية المرتبطة بالتكبّر و”النقاء” والشرف. إلّا أن المعنى الحقيقي لغشاء البكارة مختلف تماماً. كان الأمر يتعلق بالطريقة التي يعكس بها الزواج (ويساعد على استدامة) العهد الدموي بين السماء والأرض وبين الإنسانية والعريس الذي يخلّصها. إنه دليل على الإخلاص الدائم المرتبط بالدم.
ولكن في مهد المسيح دم العهد يختلط بشكل فريد. إنه دم مريم الذي سفك ليولد لنا المخلّص يسوع المسيح الذي قدّم جسده ودمه لخلاصنا.
هذا سر عظيم لا ينبغي لنا أن نخجل به فقط لأن فكرة الدم تزعجنا.
لقد كان الدم في قلب علاقتنا مع الله منذ البداية وهكذا هو اليوم وسيبقى كذلك حتّى النهاية. وبطريقة أو بأخرى نحن جميعا نشارك بسفكه وتقاسمه.