لا تخافوا وإليكم هذه الصلاة التي تساعدكم على تخطّيها
وقام إيليا النبي كالنار وتوقّد كلامه كالمشعل” (سيراخ 48، 1)
إنها صدفة مذهلة أن تحمل لنا القراءة الأولى لهذا اليوم صورة أتّون ملتهب، فيما نحتفل بذكرى حننيا وعزريا وميشائيل ، الشبان الثلاثة الذين تم إلقاؤهم في أتون لرفضهم عبادة الأوثان التي كان يكرمها الملك نبوخذنصر أو خدمتها.
كانت النار مضطرمة جداً، كما نقرأ في دانيال 3، لدرجة أن الرجال الذين أُمروا بإلقاء المؤمنين الثلاثة في النار في حين أن الشبان مشوا وسط اللهيب بصحبة ملاك وهم يسبحون الله. فتأثر نبوخذنصر بمقاومتهم المفعمة بالإيمان التي لاقت دعماً من الرب، وقال: “تبارك إله شدرك وميشك وعبدنجو الذي أرسل ملاكه وأنقذ عبيده الذين توكلوا عليه وغايروا كلمة الملك وبذلوا أجسامهم لئلا يعبدوا أو يسجدوا لإلهٍ غير إلههم. فمِنّي صدر أمرٌ أن كل شعب أو أمّة أو لسان يتفوهون بتجديف على إله شدرك وميشك وعبدنجو يُقطعون قطعاً وتُجعل بيوتهم مزابل، فإنه ليس إله آخر يستطيع أن ينجّي هكذا”.
إذاً، كانت كلمات إيليا كأتون مشتعل. كان “ملتهباً” لله. وفي القراءة الإنجيلية لهذا اليوم، يجمع يسوع إيليا ويوحنا المعمدان. يوحنا أيضاً كان “ملتهباً” لله.
لقد رأينا الصور المرعبة للتلال المحترقة في كاليفورنيا الجنوبية. وفي مطلع زمن المجيء، قرأنا عن النيران النازلة من السماء التي سترافق الأيام الأخيرة.
نحن لا نفكر بالنيران كشيء نريده أن يحيط بنا. لكن النار تنير الدروب المظلمة، وتدفئنا عندما يكون العالم بارداً. النار – عندما تكون موجهة ومركزة – تخدمنا.
وهناك طريقة أخرى تخدمنا بها النار عندما تُوجَّه. فهي تبتلع النار العشوائية والمبيدة. النار الهادفة تتغلب على النار المدمرة. المُوجّه ينتصر على الضارّ. ومن ثم، يحلّ السلام.
لا نخافنّ من الاضطرام للمسيح، بتوجيه وهديٍ من الروح القدس. لا نخافنّ من مواجهة الاختبارات الحارقة التي تخضع لها كل حياة في مرحلة معينة. إذا اضطرمنا للمسيح، عندما تلتقي النار بالنار، سننتصر ونثمر وننمو. فإذا شئتم القضاء على نارٍ، يجب أن تطلبوا أولاً أن تصبحوا لهيباً.
يجب أن تطلبوا ذلك. لا تخافوا!
هلمّ أيها الرب يسوع وأشعل نيران الإيمان الضعيفة الموجودة فيّ وإنما المرتعشة أحياناً؛ هبني من حكمتك. وعند ميلادك، أرجو أن تلتقي ملائكتك المبشرة المليئة بالنور بملاكي الحارس الذي يستطيع عندها ملامسة روحي بوقود السماء القوية التي ألهبت نيران إيليا ويوحنا. إنني أطلب هذه الشعلة لكي أصبح ملتهباً لحقيقتك ومحبتك، وأحملها بثقة لدى السير وسط اللهيب. ليكن قلبي مثل قلبك الأقدس – ملتهباً بالمحبة لا يحترق – فأواجه النيران أمامي من دون خوف. آمين.