جاءت إلى الناسك ليعدّ لها شراباً سحرياً كي يعود زوجها إلى سابق عهده
يُحكى أن زوجين كانا يعيشان في الريف، وكان الزوج محباً جداً لكنه تغيّر بعد عودته من الحرب فصار سريع الغضب ومتقلب المزاج. أصبح مخيفاً جداً لدرجة أن زوجته خافت من العيش معه.
قصدت المرأة ناسكاً يعيش في المنطقة لعلها تجد حلاً لمشكلتها التي شرحتها له. وألحّت عليه أن يُعدّ لها شراباً سحرياً لكي يعود زوجها إلى سابق عهده.
صباح اليوم التالي، أخبرها الناسك أنه وجد شراباً سحرياً، لكنه بحاجة إلى مكوّن أساسي عبارة عن شعرة من شارب نمر حيّ… هذا الطلب أثار صدمة المرأة، وإنما لم يكن هناك من حلّ سواه. فمضت وفكرت بطريقة لتلبية طلب الناسك.
كانت تعلم أن نمراً يعيش في مغارة خارج المدينة. فاستيقظت صباحاً وأعدّت له الأرز مع صلصة اللحم وأخذته إلى المغارة. خافت من الاقتراب من المغارة، لكنها وضعت الطعام أمامها وغادرت.
وظلت تحمل الطعام للنمر طوال أشهر إلى أن اقتربت منه في أحد الأيام بعد أن اكتشفت أنه ودود وكسبت ثقته وداعبت رأسه.
في اليوم التالي، تمكنت من نزع شعرة من شاربه أخذتها إلى الناسك. فتفاجأ هذا الأخير بما فعلته.
وبعد أن أخبرت المرأة الناسك كيف كسبت ثقة النمر الذي سمح لها بناءً على طلبها بنزع شعرة من شاربه، رمى الناسك الشعرة في النار قائلاً لها: “لستِ بحاجة بعد الآن إلى الشعرة. أخبريني: من هو الأعنف؟ النمر أو الرجل؟ إذا كان حيوانا متوحشا وخطيرا قد تجاوب مع اهتمامك الصبور به، ألا تظنين أن الرجل سيتجاوب أيضاً؟”.
لم تنبس المرأة ببنت شفة، وعادت إلى بيتها مدركةً ما تستطيع فعله لتغيير طِباع زوجها.