العالم شهوة
لان كل ما في العالم شهوة الجسد
و شهوة العيون و تعظم المعيشة
ليس من الاب بل من العالم
( 1 يوحنا 2 : 16 )
مجتمعاتنا الشرقية هي مجتمعات تميل نحو سيطرة العادات والتقاليد والدين على حياة الفرد ونوعًا ما تفقده حريته الشخصية والى حد كبير هويته كإنسان حر متفرد. بينما المجتمعات الغربية تعيش عكس ذلك كليًا، فحق التعبير عن الرأي وفعل اي عمل "غير مؤذي" هو حق كل انسان بغض النظر عن مخالفته للأدبيات والنُظُم المُتعارف عليها؛ إذ أن شعار تلك المجتمعات هو الحرية، بينما شعارنا هو القيم الاجتماعية. والمسيحية تصارع في المجتمعين على حد سواء، مع أن ذلك قد يكون غريب للاستيعاب، لكنه واقعي. المسيحية تصارع المجتمع الشرقي لأن اهتمامه بالضوابط الاجتماعية يجعله يميل الى المراءاة والنفاق في التصرف وتحقيق الشكليات بغض النظر عن المشاعر والدواخل، والمسيحية تهتم جدًا بالداخل. وهي ايضًا تصارع المجتمع الغربي لأن حرية (تسيب) الانسان المُطلقة تجعله يميل الى ارتكاب المفاسد، والمسيحية تدعو الانسان الى القداسة ومحاربة شهوات الجسد واشباع الاحتياجات الانسانية بنور وحياة الله (الاشباع الحقيقي) وليس الاشباع المزيف العالمي. فلأن المسيحية تهتم بالداخل، فهي تعاني في المجتمع الشرقي؛ ولأنها تهتم بأن ينعكس الداخل على الخارج، فهي تعاني في المجتمع الغربي. باختصار، على المؤمن الذي ينتقل من مجتمع الى آخر ان يراعي طبيعة ذلك المجتمع وطبيعته هو، لئلا يسقط اثر اختلاف نوع الخطيئة التي يواجهها بين المجتمعين.