رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
زهرةُ عيدِ الميلاد كان المساءُ فوق قريةٍ صغيرةٍ في اليومِ السابقِ على عيدِ الميلاد . وعلى بابِ كوخٍ حقيرٍ جلستْ بنتٌ هنديةٌ صغيرةٌ حزينةُ القلب . فلمْ تكُنْ تملكُ شيئاً تستطيع أنْ تقدِّمَهُ للطفلِ يسوع . كانت صاحباتُها ذاهبات إلى الكنيسةِ يحملنَ هداياهُنَّ تسبيحاً له في ليلةِ ميلادِهِ العجيب وهي الوَحيدةُ من بينِهِم لا تملكُ شيئاً . في تثاقُلٍ ذهبتْ إلى الحوشِ الواقعِ خلف كوخِهِم لعلَّها تجدُ بعضَ الزُّهورِ البرِّيةِ ولكنها لم تجدْ زهرةً واحدةً وكان ما وجدتْهُ شُجيرةً صغيرة ذات أغصانٍ عريضة فقط من غيرِ زُهورٍ إطلاقاً . جلستْ البنتُ الهنديةُ الصغيرة إلى جانبِ الشُّجيرةِ تبكي وتساقطتْ دُموعُها على الأوراقِ الطريَّةِ القريبة من قلبِها ولكنها من فرطِ حُزنِها لم تلتفِتْ على أين انسكبتْ ما تذرفُه من الدُّموع . وبعد أن صرفتْ حُزنَها في دُموعِها الغزيرة لتدخُلَ كوخَها وإذْ بها ترَى أنَّ كُلَّ فرعٍ صاعدٍ من قلبِ الشُّجيرةِ قد تحوَّلتْ أوراقُهُ الخضراء إلى حمراءٍ زاهيةٍ جميلة . لقد حوَّلتْها دُموعُها المُنسابةِ من عُمقِ قلبِها إلى لونٍ أحمرٍ قاني ، وفي تعجُّبٍ وبهجةٍ تأمَّلتْ الشُّجيرةَ وامتلأَ قلبُها شُكراً وتسبيحاً . فبعضُ الفُروعِ القانيةِ تؤلِّفُ هديةً حلوةً للطفلِ يسوع . وبسُرعةٍ قطفتْ كُلَّ ما تريدُه وألَّفتْ منها باقةً بديعة ، وسارعتْ الى الكنيسةِ حيث انشغلتْ مع الباقياتِ في تنسيقِها وتزيينِها . وكانت باقتُها هي أجملُ الباقات . ومنذ تلك الليلةِ صارت الفُروعُ الوُسطَى لتلك الشجرةِ تتحوَّلُ إلى أحمرٍ قاني في موسمِ عيدِ الميلاد . وما ذكَّرَني بالقصةِ هو أنَّ الطبيعةَ أيضاً كان لها دورٌ في ميلادِ الفرحِ وفرحِ الميلاد . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|