منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 05 - 2012, 11:51 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

العريس مفرح النفوس
عرس قانا الجليل




في الأصحاح الأول قدم لنا الإنجيلي يوحنا بكور التلاميذ، الآن يقدم لنا بكر المعجزات ألا وهي معجزة تحويل الماء خمرًا في عرس قانا الجليل في بدء خدمته، حيث بدأ عصرًا جديدًا مسيانيًا، فيه تتحول مياه التطهيرات حسب الناموس القديم إلى خمرٍ من صنف جديد.

كان اليهود يترقبون العصر المسياني المتسم بالفيض من الخيرات مع الفرح الفائق للطبيعة. وقد عُبر عن ذلك في باروخ الثاني 29: "يوجد على كل كرمة ألف غصن، وكل غصن يحمل ألفًا من العناقيد، وكل عنقود يحمل ألفًا من العنب، وكل عنبة تحوي كورًا cor (حوالي 120 جالون) من الخمر... هذه ستكون للذين في نهاية العالم". وقد استقى بابياس هذه الفكرة عندما تخيّل مجيء المسيح على الأرض ليملك ألف عام وما تحويه مملكته من كروم خيالية[1].

في الإنجيل بحسب القديس مرقس بدأ السيد المسيح خدمته إذ "جاء يسوع إلي الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله" (مر 1:14). وهنا يحدثنا الإنجيلي عن بدء هذه البشارة المفرحة بحضوره في عرس بقانا الجليل وتحويل الماء إلى خمر. كرز بحضوره، وكرز برد البهجة علي العروسين وأهلهما وأصدقائهما. فإن ملكوت السموات يشبه عشر عذارى "خرجن لاستقبال العريس" (مت 25: 1)، أو "ملكًا صنع عرسًا لابنه" (مت 22: 1). وحسب السيد المسيح حلوله وسط تلاميذ تحولاً لحياتهم إلى عرسٍ، سئل: "لماذا يصوم تلاميذ يوحنا والفريسيين وأما تلاميذك فلا يصومون؟" قال لهم: "هل يستطيع بنو العرس أن يصوموا والعريس معهم؟ مادام العريس معهم لا يستطيعون أن يصوموا. ولكن ستأتي أيام حين يرفع العريس عنهم، فحينئذ يصومون في تلك الأيام" (مر 2: 18-20). يقول الرسول : "الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديدًا" (2 كو 5: 17).

دعوة ربنا يسوع وتلاميذه إلي العرس لم تكن بلا معنى، فإن كان السيد المسيح هو العريس السماوي، فإن التلاميذ وهم بكور كنيسة العهد الجديد هم العروس الروحية. وكأن عرس قانا الجليل وقد تم حسب الناموس والتقليد اليهودي، كان يضم في أعماقه عرسًا خفيًا لم يكن أحد بعد يدركه، عرس السيد المسيح مع كنيسته، هذا الذي يمتد ليس أسبوعًا كما في الطقس اليهودي (تك 29: 27؛ قض 14: 12)، وإنما الزمن كله حتى يعلن في يوم الرب العظيم (رؤ 21: 2).

في هذا الإصحاح يؤكد الإنجيلي الحقائق التالية:

1, بدأ يسوع بالعمل في العرس، لكي يعلن حبه للبشرية، فيحملها إلى السماء كما إلى حجالٍ للعريس. نتمتع بالفرح السماوي، ونحمل انعكاس بهاء مجده علينا. إنه يؤكد أنه جاء إلى العالم ليحول حياتنا إلى عرسٍ مفرحٍ. تحويل ماء حياتنا إلى خمر يشير إلى الفرح الروحي الأبدي (إش 55 :1؛ أف 18:5-20).

v لقد نزل كلمة اللَّه من السماء، لكي يصير عريسًا للطبيعة الإنسانية، فأخذها مسكنًا له، لكي يخطبها ويقودها إليه فتلد ثمار الحكمة الروحية.

القديس كيرلس الكبير
v الذي صنع خمرًا في يوم الاحتفال بالزواج في الستة أجران للمياه هو نفسه الذي يفعل ذات الشيء كل عام في الكروم... لقد فقدت سمة العجب بسبب تكرارها المستمر[2].

v أي عجب إن كان قد جاء إلى ذاك البيت إلى عرسٍ، وقد جاء إلى هذا العالم لعرسٍ؟ حقًا إن كان يأتي إلى عرس فإنه لابد أن يجد هنا عروسًا. ولكن ماذا يقول الرسول؟ "لأني خطبتكم لرجلٍ واحدٍ لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" (2 كو 11: 3)... هكذا له عروس هنا قد فداها بدمه، وأعطاها الروح القدس كعربونٍ. حررها من قيود الشيطان؛ مات من أجل خطاياها، وقام لأجل تبريرها (رو 4: 25). من يقدم لعروسه مثل هذه الأمور؟[3]

v العريس الذي قيل له: "قد أبقيت الخمر الجيدة إلى الآن" (10) يمثل شخص الرب. لأن الخمر الجيدة – أعني الإنجيل – حفظه المسيح حتى الآن[4].

القديس أغسطينوس
2. حول ماء التطهير إلى خمر، فبدء عمله هو أن ينقلنا من حرفية الناموس حيثُ التطهيرات إلي فرح الروح، لنعيش في عصرٍ جديدٍ ببداية جديدة. بدأ العمل مع العروسين الشابين ليؤكد السيد المسيح اهتمامه بالشباب، وطلب صداقتهم ليهبهم بهجة لا تنقطع.

3. إذ يدخل بنا إلى عرسه الأبدي، إنما يقيمه في هيكل قدسه، لذا قام بتطهير الهيكل (13-17). لقد طلب اليهود آية (18)، أما هو فقدم آية موته وقيامته (19)، التي لم يفهمها أعداؤه بل وحاولوا تشويهها، أما أصدقاؤه فأدركوها بعد قيامته (مت61:26؛ 40:27، يو 18:10). انتقل الإنجيلي بنا من العروس إلي عيد الفصح لنرى مسيحنا يطهر الهيكل من الباعة والصيارفة. ويؤكد إقامة هيكل جديد في ثلاثة أيام (19) محولاً أنظارنا من الهيكل الحجري إلى هيكل النفس الداخلية حيث يقيم الله ملكوته في داخلنا. هكذا صار لنا في العصر الجديد هيكل جديد لا يقدُم ولا يشيخ.

1. تحويل الماء خمرًا 1-12.

2. تطهير الهيكل 13-17.

3. طلب آية 18- 25.


رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تفسير انجيل يوحنا الآصحاح الاول
تفسير انجيل يوحنا الآصحاح الثالث
تفسير انجيل يوحنا الآصحاح الرابع
تفسير انجيل يوحنا الآصحاح الخامس
تفسير انجيل متي الآصحاح الثاني سجود الملوك للملك


الساعة الآن 10:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024