رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الفرق بين يوحنا المعمدان ويسوع يوحنا أكل الجراد ولم يأكل خبزاً. يسوع بارك الخبز للجميع. عندما بدأ يوحنا المعمدان بالكرازة، كان الناس مستعدين لنبيّ صاحب صوت صارخ. يوحنا كان صوتاً صارخاً لأن هذا ما كانت تتطلبه تلك الحقبة الزمنية. فقد كانت فلسطين بكافة نواحيها مضطربة، وكان الشعب خائفاً وقلقاً لأن كل ما كان يؤمن به بدا وكأنه ينهار. آنذاك، كانت إسرائيل مُحتلة منذ قرنٍ تقريباً. كان الفريسيون يحاولون ممارسة عمل ديني غير سياسي، فيما كان المتعصبون يتوقون إلى عنف ثوري. كان الصدوقيون يسيطرون على الهيكل ويتحكمون بالأموال. وكان الرهبان اليسينيون يشمئزون من الجميع، ويفضلون البقاء في الصحراء لأن الهيكل ملوث بالجشع والسياسة. وكان الهيرودسيون يتعاونون مع المحتلين، ومع هيرودس. عندما بدأ يوحنا يخطب في الجموع ويعمّد في نهر الأردن، كان يوجه رسالة بسيطة بطاقةٍ كبيرة. كان يعلن ما يجري بطرقٍ يسهل على الناس فهمها. مع اقتراب مجيء يوم الرب، قال يوحنا: “توبوا، لأنه قد اقترب ملكوت السماوات”. هذا هو نوع الرسالة التي كان الناس يتوقعون سماعها آنذاك. ولكن، كيف كان الملكوت سيأتي؟ رأى يوحنا أنه لا بد من الخوف من مجيء يوم الرب. يوحنا ناح، ويسوع فرح. يوحنا أنشد لحناً حزيناً، ويسوع رنم التسابيح. يوحنا أكل الجراد ولم يأكل خبزاً. ويسوع بارك الخبز للجميع. يوحنا لم يشرب خمراً. ويسوع حوّل الماء إلى خمر في عرس قانا، وبعد أن شرب منها، ذهب مع أمه وتلاميذه إلى كفرناحوم حيث تكتب بعض الترجمات أنهم “لبثوا” هناك لمدة ثلاثة أيام (يو 2، 12). يوحنا لم يأكل ولم يشرب، ويسوع أكل وشرب، وقيل عنه أنه شره ومدمن على الخمر. يوحنا حذّر الجميع؛ يسوع دعا الجميع. يوحنا لبس لباساً من وبر الإبل الخشن؛ ويسوع لبس لباساً ناعماً جداً بحيث أن جلاديه رفضوا شقّه بل اقترعوا عليه كله. يوحنا قال أن الله يشبه حارس الغابة الذي يقطع الأشجار اليابسة؛ ويسوع قال أن الله زارع صبور يستطيع أن ينتظر سنة بأكملها من أجل تينةٍ واحدة. يوحنا قال أن الله يغضب وينتقم. ويسوع قال أن الله يشبه أرملة مسنّة تبحث عن فلس ضائع وتُسرّ بإيجاده. يوحنا قال أن الله قد يترككم. ويسوع قال أن الله يشبه أباً ينتظر بقلق عودة ابنه. قرابة نهاية حياته، فعل يوحنا المعمدان أمراً غريباً. من سجن هيرودس، بعث برسالة إلى يسوع ليسأله: “أنت هو الآتي أم ننتظر آخرَ؟”. لكن يسوع لم يقدم له جواباً مباشراً. اقتبس يسوع عن النبي ميخا قوله: “اذهبا وأعلما يوحنا بما سمعتما ورأيتما: العميان يبصرون والعُرج يمشون والبُرص يطهرون والصُم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يُبشَّرون”. (متى 11: 1، 18). وعن يوحنا، قال يسوع: “لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان”، لكنه أضاف: “الأصغر في ملكوت السماوات أعظم منه”. لقد بشّر يوحنا بما كان الكل يتوقعه لأن الحقبة الزمنية كانت سيئة. ولكن، لأن الأزمنة كانت سيئة، بشّر يسوع بما لم يكن أحد يتوقعه، وبما أن هذا هو تحديداً ما كنا نحتاج إليه، تغيّر العالم. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|