معرفة إرادة الرب في الحياة
لا توجد صلاة غير مستجابة. قد لا يمنح الرب طلبة المؤمن، فهذا لا يعني أن الرب لم يستجب، بل قد يستجيب عكسياً بالنفي. صلّى يسوع في جبل الزيتون قائلاً:
"يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ."
أجابه يَهْوَهْ على الصلاة،..
إذ ظهر ملاك من السماء يقوّيه:
لكن كانت الإجابة نفياً، ولماذا يقول يَهْوَهْ لا ؟
بولس صلى من أجل شوكته في الجسد، فاستُجيبت الصلاة، لكن الطلبة لم تمنح. موسى اشتاق أن تتحقّق أمنيته بدخول الأرض، بعد أن كرّس حياته لقيادة الشعب، ولما وصلت مهمّته العظمى إلى آخر مراحلها، ودنا وقت القطاف، سأل يَهْوَهْ أن يمتّعه بدخول أرض الميعاد. لكن الجواب كان :
"..لاَ تَعُدْ تُكَلِّمُنِي أَيْضًا فِي هذَا الأَمْرِ."
(التثنية 3: 26)
أُجيبت الصلاة، لكن لم تُمنح الطلبة، ومات موسى على جبل الفسجة دون أن يدخل الأرض.
لكنه دخل الأرض، في الوقت المعين من الرب...
نرى أن الطلبة التي لم تتحقق في أيام حياته، تمت على جبل التجلي.
لماذا سمح الرب لخادم له موهبة ممتازة أن يبقى في السجن؟
لأنه في ذلك السجن الموحش استطاع بولس الرسول أن يكتب معظم رسائله التي تعدّ ميراثاً لا تقدَّر قيمته على مدى الأجيال. وشوكته التي كان من المتوقّع أن يحرره الرب منها حين ضايقته جداً، حتى أنه طلب ثلاث مرات من يَهْوَهْ لأجلها، وصلاته استُجيبت، ولكن لم تُمنح الطلبة. بل كان الجواب :
"..تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ..".
(2كورنثوس 12: 9)
إذا كانت صلاتنا بإرشاد الروح القدس، لا بد ان نأخذ ما نسأل.
هل كانت طلبة يسوع في جثسيماني في غير محلّها؟ حاشا،
لأن يسوع كان يعرف إرادة أبيه ويتمّمها في حياته – لذلك قال:
".. لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ".
قال الرب لداود في مناسبة مشروع بناء هيكل للرب الذي كان داود يودّ أن يقوم به، ولم تكن مشيئة الرب أن ينفّذه داود:
قد أحسنت بكون ذلك في قلبك، غير أن ابنك الذي يخرج منك هو يبني لي بيتاً. فقد صادق الرب على رغبته، لكنه جعل تحقيقها بيد سليمان.
•