رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أحذروا العاطفة والاندفعات حسب المشاعر التي للإنسان العتيق فكثيرين أضلهم قلبهم وانساقوا وراء عاطفتهم فخسروا حياتهم لأن القلب مخادع ونجيس أخدع من كل شيء، وكم حرمت العاطفة الإنسانية الغير منضبطة في التقوى كثيرين من النضوج الروحي والاستمرار في طريق الحياة الجديدة في المسيح يسوع، فتخاصموا مع الله باسم الشفقة وابتعدوا عنه تماماً تحت اسم المحبة، بسبب رؤيتهم أن الله لا يستجيب لحنانهم وشفقتهم بحسب الجسد، لأن أي شفقة تقول أن اراد احد ان يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني، فطريق المسيح هو طريق رجال الإيمان، فأن لم ننضج نضجاً سليماً وصحيحاً حسب الإنجيل فأننا تحت اسم الشفقة لن نقبل الصليب، او نقبل أي إهانة من أجل اسم المسيح الرب، وسنظل أطفالاً في الإنجيل، نتبع الرب من بعيد ونحبه حباً رومنسياً خيالياً، لن يجعلنا أن نسير في الطريق الضيق حاسبين كل شيء خسارة ونفاية من أجل فضل معرفته. الرب سار نحو الصليب بتدبير في خطوات ثابته، وحينما تقدم للموت بكت بنات اورشليم بكاء حزن الشفقة عليه، لكنه قال لهم لا تبكوا عليَّ بل على انفسكن، مشكلتنا أن العاطفة تخدعنا فتقودنا لطريق مخالف للحق في حالة من الطفولة التي تجعلنا لا ننضج ابداً ولا نستمر في طريق التقوى والنور، فنرفض في النهاية الصليب وكل ما هو مؤلم في الطريق، ونفتكر أننا أفضل من الله في المحبة، مع ان محبة الله كانت أعظم لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية، لأن من محبته لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين، فأي حب أعظم من هذا ان يضع أحد نفسه من أجل أحباءه، وبالرغم من تجديف الناس وظلمهم وخطيئتهم لم يتوانى أو يهدأ عن خلاصهم وصوته الذي يُنادي به الجميع، تعالوا إليَّ وأنا اُريحكم. ++ وبالرغم من دعوة الراحة لكنه لم يتحدث لأحد بحسب العاطفة بل تكلم بشكل قاسي في مظهره، حتى من قال له يا سيد اتبعك فقال له يسوع للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار واما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه (متى 8: 20)، وقال لآخر اتبعني فقال يا سيد ائذن لي أن أمضي أولاً وأدفن أبي، فقال له يسوع دع الموتى يدفنون موتاهم وأما أنت فاذهب وناد بملكوت الله، وقال آخر أيضاً اتبعك يا سيد ولكن ائذن لي أولاً أن أودع الذين في بيتي، فقال له يسوع ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله (لوقا 9: 59 - 62)، وهكذا الرب لم يترك شكل الشفقة الغاش يخدع أحد، بل تحدث بشكل يبدو لنا اليوم أنه قسوة مع انه قمة المحبة لكي ينقذ النفس من طياشة العاطفة الغير منضبطة في التقوى. ++ فلا يظن أحد أنه محباً للبشر أكثر من الله، ويقف يعاتبه ويتخاصم معه، واحذروا لأن كثيرين تخدعهم مشاعرهم فيسقطوا بطياشة الأطفال في العاطفة الغاشة فيخطأوا للرب القدوس الحي، فانتبهوا للإنجيل وصلوا لتنالوا موهبة الإفراز والتمييز، لتميزوا ما بين العاطفة الغاشة والمحبة الحقيقية، لأن المحبة الإلهية حينما تملك القلب تجعل الإنسان واعي لعمل الله مملوء من كل تقوى مميزاً كل شيء فلا يتعثر أو يسقط في الطريق، بل يسير باستقامة المفتوحة عينيه حاملاً الصليب مع المسيح حتى الموت، ولا يشفق على شيء بل بسكين النعمة يقطع كل رباطات الجسد التي تحرمه من المسيح الرب، لأن أن لم يترك الإنسان كل تعلق نفسي يحرمه من الشركة مع الله فأنه لن يستطيع ان يستمر في طريق التقوى ولا يكمل حياته مع الله للنهاية، كونوا معافين فاهمين مشيئة الرب آمين التعديل الأخير تم بواسطة walaa farouk ; 18 - 11 - 2017 الساعة 10:02 AM |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|