رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الوجع المقدس وجع راقي وكريم، مهيب وثمين ، ينشأ في قلوب مكرسة رحيمة مقدسة ومتسعة؛ قلوب مضبوطة مشاعرها على مشاعر قلب الرب وحساسة لاعتبارات مجد الرب؛ وعلى أوتار تلك القلوب الرقيقة تُعزف أقدس المراثي، وعلى إيقاع الأنَّات والآهات تُزرف من العيون الدامعة أثمن العبرات. من أمثلة هذا الوجع المقدس؛ وجع بسبب رؤية الشرور وكثرة المظالم [ حبقوق ]. وجع على مصير الاشرار (حريق سدوم)[ ابراهيم ]. وجع على حالة الشعب في ضوء كلمة الله [ يوشيا] وجع بسبب القضاء الالهي على الشعب الخائن [ أرميا ] وجع بسبب العار والشهادة المنطفئة [ نحميا ]. وجع بسبب اختلاط شعب الله بشعوب الارض [ عزرا] وجع من أجل الأقرباء الذين لم يؤمنوا[ بولس ]. وجع على المتألمين من أجل المسيح [ أنيسيفوروس ]. وجع على جميع ما سبق [ الرب يسوع المسيح ] يوجد وقت للضحك ووقت للبكاء.... اعتقد ان أيامنا تحتاج لأمثال هؤلاء الذين لهم أحشاء المسيح وقلبه وأحاسيسه، ولهم ذات وجعه ودموعه. هذا النوع من الوجع المقدس لا يهدم بل يبني صاحبه ويبارك صاحبه، انه وجع كريم يُخرج صاحبه من دائرة ذاته لينشغل بالآخرين وبركتهم. طوباكم أيها الباكون !! أيها الأبطال المجاهدون بالركب الساجدة... يا من تتوجع جدران قلوبكم من أجل اعتبارات مجد الله وحقوقه المغتصبة، ... واصلوا الجهاد يا متقو الرب المفكرين في اسمه ... لا تسكتوا يا من تطالبون الرب بصراخ مستمر من أجل بيوت عبيده ليترائف ويرحم.... تشجعوا يا من تزرعون بالدموع من أجل خلاص النفوس الغالية، ... تشددوا يا من تبكون مع الباكين .. يا من تحملون أثقال رعية المسيح ... طوباكم يا من تقفوا في الثغر ساكبين قلوبكم في الصلاة بقلب منكسر على الحالة العامة، بدلا من الاكتفاء بالتنديد بالاخطاء من على المنابر وعلى الشاشات... تشددوا وتشجعوا بالرب يا من تتمخضون في مخادعكم من أجل استمرار الشهادة وقوتها... طوباكم يا من لكم قلب سيدكم الرقيق فتذوب أحشائكم بسبب ما يجتاز فيه اخوتكم المضطهدين والمظلومين والموجوعين من متاعب وآلام الزمان. الرب قريب. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|