تذكار الخير الملبس الحياة ..
كثيرا ما تنتابني نوبات تذمر و رفض للواقع ...هذه النوبات يصعب عليا فيها الشكر لله ..بل اتجاسر و اقول له عذرا ...لا استطيع ان اشكرك من قلبي ... في هذه النوبات لا استطيع ان اعزي نفسي بأن كله سيؤول للخير و انا في أثناء الضيقة لا اري هذا الخير ..لا استطيع ان اشكرك و هناك من هم مثلي اعطيتهم أن يحيون في حياة أكثر سلاما و تدبيرا عما أعاني انا منه ...اعلم ان ربما لهم معاناة لا اراها.. لا يهمني .. ليس هم في ذاتهم قضيتي بل قضيتي انا و انت فقط يا سيدي ....كيف اشكر حينما اظلم أو تسلب حقوقي ..قل لي ...كيف لمتالم أن يشكر وسط اوجاعه و ألمه ...كيف تطلب هذا مني .. عذرا سيدي هل اتملقك ؟! هل رايت طفلا وسط صراخه يمتن لأبيه الذي يقيده بقوة لكي يأخذ حقنة تطعيم مثلا ... او يحرمه من اللعب أو يمنعه من النادي بينما اصدقاؤه هناك ...الخير هنا يراه الاب فقط فهو يحمي ابنه من أمراض أو فشل لكن أثناء الالم لا يستطيع الابن أن يشكر فهو لا يفهم هذه الحماية ...لا يري الا المنع و الحرمان ...أقصي ما يستطيع أن يفعله هو أن يخضع و ربما في داخله احساس القهر فليس له بدائل ... إلي أن يكبر فربما يفهم حينذاك ...لاتلم طفولتي معك فانا لا افهمك الان فانا اصغر من أن أدرك احكامك بل اتالم فقط .. و لكنك تعلم أنه في محاولاتي ان اعبر ازمات تذمري هذه اتذكر خيرك معي ....كم من ازمات و ضيقات عبرتني اياها ...كم خير اعطيتني و انا لا استحق ..كم تدخلت في الهزيع الاخير و اسكنت البحر و العاصف في وقت كنت أظنها لحظة الهلاك ...و رغم ذلك لم تثبت بعد ثقتي فيك ...ضعيف انا جدا ..اتناسي خيرك .. و انحصر في ألامي .. ارجوك يا سيدي لا تجعل عدوى يتعاظم عليا و يغرقني في كآبة نفسي .. لاتدعه يطاردني بفحيح صوته في اذني "ليس له خلاص بالهه " لا تدعه يمحي تذكار خيراتك معي و يطفئ سراجها ...لا تعاملني بضعفي و لا شح شكري و امتناني لك ..فلست قديسا يستطيع أن يرنم لك و يسبحك و هو يحمل صليبه بل انا الذي ينتظر قيروانيا ... انا الذي يعلو صراخه مثل الفطيم علي امه ... ارحمني فقد ضاقت نفسي جدا ... ذكرني بخيرك و عطاءك و اجعله أيقونة أمام عيني أو كتابا لا يتهرأ اتصفح أوراقه و صوره و دقائق حروفه و اذكر احساناتك ...فتكون لي حياة ...
نبيل شحاتة