رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المشربية شاهد على إبداع تاريخ مصر الإسلامي القديم انتشرت المشربية أثناء الحكم العباسي واستخدمت في القصور وعامة المباني على نطاق واسع، إلا أن أوج ازدهارها كان في العصر العثماني حين وصلت إلى أبهى صورها وانتشرت انتشارا شبه كامل في العراق والشام فى ذلك التوقيت. واستمر استخدامها حتى بدايات القرن الماضي ثم تلاشت تدريجيًا حتى اختفت تماما عن عيون العمارة الحديثة، واحتلت الأبراج والعمائر الشاهقة شوارع العالم العربي. وسميت المشربية بأسماء مختلفة فى مصر قديما تعبيرا عن " قلل الشرب " والمشربة كانت توضع فيه، ويقال أيضا إن أصل الكلمة هو مشرفية لإشراف أهل البيت على الشارع منها ثم تحولت حتى أصبحت مشربية، وتدعى المشربية في بعض الدول الإسلامية" روشن"، وفي اللهجة العراقية" شنشول". وهي تعريب للكلمة الفارسية (روزن) وتعني الكوة أو النافذة والشرفة اهتم صانع المشربية بالقيم الجمالية وأظهر فيها قدرته الفنية والزخرفية، لتقترن بالزخارف النباتية، والهندسية، والمستلهمة من حيوانات أو طيور، وكتابات مثل "الله"، و"الرحمن " حيث تظهر فيها مهارة خرط الخشب الدقيقة على شكل مكعبات وكرات ومستطيلات عاشق ومعشوق, حيث كان يبطن الجزء المغلق من المشربية بالزجاج الملون، مع زوايا مشغولة بالنحاس فبذلك لتكتسب واجهات المنازل المزيد من الفخامة والإبداع. وقد حرص صانع "المشربية" على وجود موضع للقلل الفخارية بأرضيتها في مواجهة الهواء لتتفاعل من الجدار الخارجي للقلة فتبرد المياه بداخلها. عالجت المشربية قديما مشكلة المناخ الحار فى البلاد العربية وخاصة مصر وتحكمت فى التهوية والإضاءة والرطوبة, حيث تتسع الفراغات الموجود بالمشربية في الأجزاء العليا وتضيق فى الأجزاء السفلية فتقل أشعة الشمس المارة من خلالها ما يساعد على مرور وتوزيع الضوء لتبهر العين داخل المنزل. ويستطيع خشب المشربية أن يضبط رطوبة الهواء لأنه مكون من ألياف تمتص الماء وتحتفظ به بسهولة تامة طالما لم يتم تغطيته أو دهانه، كما أن بروز المشربية عن مستوى الحائط ووجود فتحات كبيرة بها يجعلها تتحكم في سرعة وتدفق الهواء داخل الغرفة. وتعتبر من فنون العمارة الإسلامية التي حققت التوازن فيما بين المعمار والتقاليد الإسلامية، حيث وفرت الخصوصية لأهل المنزل من السيدات والفتيات، كما عكست جماليات رائعة في عناق الخشب المنحوت على شكل مربعات صغيرة أو مستديرات مع الزجاج الملون الذي يعكس ضوء الشمس داخل المنزل وتمر الهواء من فتحة المشربية للخارج بزاوية ضيقة. وقد بلغ إتقان فن هذه الصناعة المشربية أوج ازدهارها في العصر المملوكي بمصر، ويظهر ذلك واضحاً جلياً في نماذج المشربيات الموجودة في مدرسة السلطان حسن الأثرية، ومتحف الفن الإسلامي بالقاهرة، وبمجموعة المشربيات في منزل زينب خاتون وغيرها من المنازل القديمة . وعلى رغم هذا الفن قد بدأ في الانكماش منذ منتصف القرن الماضي، إلا أنه توجد هناك تجمع للصناع في حي خان الخليلي بالقاهرة ولا يزالون يتمسكون بحرفة الأجداد. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المشربية فن قبطى |
تاريخ العهد القديم |
تاريخ شعب العهد القديم |
شاهد مقر شركة جوجل في لندن - إبداع يفوق الحدود |
شاهد مقر شركة جوجل في لندن - إبداع يفوق الحدود |