زويلة باب القاهرة الذي تحول إلى مشنقة في الماضي
تتغير معالم الحياة في القاهرة من حيث طبيعتها وشكل شوارعها وملامحها يومًا تلو الآخر، ولكنها في الوقت نفسه لا تزال مُحتفظة ببعض الأماكن التي دخلت في حيز التراث والآثار، ومنها باب زويلة، الذي يتواجد في نهاية شارع المعز ويطل على شارع تحت الربع.
وكان باب زويلة أحد الأبواب الرئيسية لمدينة القاهرة، وقام بتشييدها القائد الفاطمي بدر الدين الجمالي في القرن الحادي عشر، بعد تهالك الأسوار التي كان قد بناها القائد الفاطمي جوهر الصقلي من الطين اللبن حول العاصمة.
وسمي بهذا الاسم نسبة إلى قبيلة من البربر بشمال إفريقيا، انضم جنودها إلى جيش جوهر الصقلي عندما دخل مصر، ويتكون الباب من كتلة بنائية ضخمة عمقها 25 مترًا وعرضها 25.72 متر وارتفاعها 24 مترًا، وله برجان مقوسان عند القاعدة.
واشتهر هذا الباب بكونه مكانًا للشنق وتعليق رؤوس القتلى، وحول السبب في اختياره لذلك فإنه يُرجح بأن الصلب كان يتم في الأماكن الظاهرة للناس ليس إلا، بهدف بث الرعب والخوف في نفوس الشعب.
ووقعت أول حالة شنق على باب زويلة في سنة 694هـ، لمجموعة من المماليك كانوا قد هجموا على اصطبلات الناس وأخذوا خيولهم، فأمر الأمير وقتها بالقبض على من فعل ذلك من المماليك وقطع أيديهم وطاف بهم في القاهرة، ثم صلبهم على باب زويلة ثم مزق أجسادهم بالسيف إلى شطرين.
ومن أشهر الشخصيات الذين عُلقت رؤوسهم على باب زويلة رسل هولاكو قائد التتار، بالإضافة إلى طومان باي، آخر سلاطين المماليك في مصر، الذي أعدمه سليم الأول بعد أن فتح القاهرة وضمها للدولة العثمانية.
ولم يتبقَ من زويلة الآن إلا هيكله فحسب، فلم يعد أحد مداخل القاهرة ولا حتى مكانًا لشنق وتعليق رؤوس القتلى والمذنبين، ولا يزيد عن كونه مجرد مكان تاريخي يحمل بين طياته العديد من الحكايات والروايات.