شارع فؤاد بالإسكندرية تراث البطالمة تهدده عشوائية الحاضر

[Mary Naeem]

شارع فؤاد بالإسكندرية تراث البطالمة تهدده عشوائية الحاضر

«الأصالة والعراقة والرقي».. كانت تلك الصفات أهم ما يميز شارع فؤاد بالإسكندرية في القرن الماضي، الذي وُصف بأنه أحد أقدم الشوارع في المدينة والعالم، وكان الشارع ينتمى للحى اللاتينى، وكأنه قطعة من أوروبا على أرض مصرية بمعماره الفريد والمميز.

وتميزت مباني الشارع بالطراز اليونانى الممزوج بالفن الإيطالى المعمارى، وتعود نشأته إلى عهد البطالمة، ووقتها كان يُطلق عليه الطريق الكانوبى، وفي بداية القرن العشرين، ومع تولي الملك فؤاد الأول حكم مصر، سُمي باسمه.

وعُرف عن شارع فؤاد بأنه شارع الأمراء والملوك والأثرياء، كما كان مقرًا للجاليات اليونانية والإيطالية والفرنسية، ووجود مركز الحراسة البريطانية الرئيسي فيه وقتها جعل منه موقعًا استراتيجيًا مهمًا.

يشتهر الشارع بوجود العديد من المبانى الأثرية والمسارح ودور السينما، حيث يوجد به دار أوبرا الإسكندرية، أو مسرح سيد درويش، الذي كان معروفًا في الماضي بـ"تياترو محمد علي"، ويضم الشارع المتحف القومي، المؤسس على الطراز الإيطالي الحديث.

كان هذا المتحف في البداية فيلا لأحد تجار الأخشاب اليونانيين، الذي باعه للسفارة الأمريكية في 1954، ثم اشتراه فيما بعد المجلس الأعلى للآثار في عام 1996، ويذكر أن شارع فؤاد لم يعد على حالته القديمة الراقية، ولكنه افتقد إلى الأصالة التي ميزته بسبب تشويهه، إما عن طريق الترميم غير الصحيح، وعدم الاهتمام به، وطلائه بألوان غريبة، وهدم بعض المنازل التراثية فيه.