لا يتعجل أحد في المعارف والدراسات اللاهوتية لأنه طريق خطر على خلاص النفس
للننتبه لإنجيل خلاصنا ولا يتعجل أحد في المعارف والدراسات اللاهوتية
لأنه طريق محفوف بالمخاطر ممكن يتسبب في سقوط النفس وعزلها عن الله تماماًُ
+ في الواقع الروحي حسب الإنجيل فأنه لن يستطيع أحد ان يستوعب غنى الأسرار الإلهية المعلنة في كلمة الله بدون أن يتوب أولاً ومن ثمَّ يؤمن بالإنجيل، فينفتح ذهنه بالروح على الكلام الإلهي، لأن قبل التوبة والإيمان بالإنجيل، الإنسان أعمى قاصر تحت وصاية الناموس المؤدب والمربي للمسيح.
++ فانتبهوا لأن البعض يتسرع - متعجلاً قبل أوان النضوج الروحي - في شرح كلمة الله بالدراسة والفهم دون الحصول على استنارة الإيمان بالإنجيل لأنه لم يتب بعد، ولم يدخل في خبرة الثبات في التوبة، ويشرب اللبن العقلي العديم الغش حتى ينمو وينضج روحياً ويبطل كل ما للطفل من لهو وتعثر وسقوط وقيام، لأن الطفل حينما يولد لا يستطيع ان يمشي لأنه ما زال يحتاج من يحمله ويعطيه لبن بسيط يستطيع ان يهضمه من أجل نموه، هكذا كل من بدأ الحياة الروحية فهو مازال طفلاً يحتاج الغذاء البسيط العديم الغش، تحت قيادة الآباء البالغين روحياً، جالساً كل يوم في الصلاة ومتربياً تحت سلطان كلمة الله التي تقوم وتربي النفس.
++ فانتبهوا يا إخوتي لأن الحياة الروحية ليست مجرد قراءات في كتابات آباء ولا دراسات وأبحاث روحية ولاهوتية، بل حياة طفولة ثم نمو، ثم يصير الطفل ولد ثم شاب ورجل وشيخ روحاني، أي أن حياتنا تنمو بالطعام والشراب السماوي: وجد كلامك فأكلته فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي، لأني دعيت باسمك يا رب إله الجنود (إرميا 15: 16)
+++ فلا يتسرع احد ليظن في نفسه أن رجل بحث في كلام الله بدون خبرة أكل الكلمة كطعام دلالته فيه حرية وتنقية قلب وتغيير وتشكيل الداخل على صورة مسيح القيامة والحياة، لأن الرب قال: تعرفون الحق والحق يحرككم، لأن معنى أني أعرف الحق = الدخول في الحرية من رباطات الشر والفساد، لأن من يعمل الخطية وهي حياته (لا اتحدث عن مجرد عثرة - بل تكرار الخطية هي هي لأن الإنسان يحبها ودائم الوقوع فيها) صار عبداً للخطية، فكل واحد منساق بخطاياه ودائم التعثر فهو ما زال طفلاً، أي إنسان جسدي مبيع تحت الخطية، من الصعوبة أن يبصر جيداً ليرى نور الإنجيل، بل يحتاج يتوب أولاً فيبصر مجد الإنجيل ظاهر فيدخل في الحرية وبالنور يُعاين النور.
++ لا تظنوا أن هناك إنسان يستطيع أن يشرح كلمة الله بدون أن تكون متأصله فيه خبرة حياة وحرية، لأنه في تلك الحالة سيكون صاحب معلومات متسعة ومعرفة ألفاظ وكلمات لاهوتية كبيرة وضخمة، لكن كل هذا محصور في العقل ولا ينزل للقلب أبداً، وبذلك يكون فقد قوة كلمة الله لأنها ليس هي حياته، بل حياته في علمه محصورة في فكره، والعلم في النهاية يفنخ وةيُسقط أعظم الناس، وأبسط دليل الفريسيين أصحاب المعرفة لأنهم لم يعرفوا الرب ولم يصدقوه وبالتالي لم تُستعلن لهم ذراع الرب المُخلِّصة:
+++ لكن ليس الجميع قد أطاعوا (الإيمان = طاعة والحياة بـ) الإنجيل لان أشعياء يقول يا رب من صدق خبرنا؛ ليتم قول أشعياء النبي الذي قاله يا رب من صدق خبرنا ولمن استعلنت ذراع الرب (رومية 10: 16؛ يوحنا 12: 38؛ أشعياء 53: 1)