رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فرح المسيح في الموت والقيامة في الليلة التي أُسْلِمَ فيها، كان الرب يتطلَّع إلى الوقت القريب الذي فيه يجمع خاصته من حوله في ملكوت الآب ليحتفل معهم بنتيجة الفداء العظيم، وكان المسيح واضعًا أمامه مشيئة الآب، وطاعته حتى الموت. ومعرفة المسيح المسبقة بالآلام والأحزان التي كان سيواجهها، وبالكأس المريرة الرهيبة التي كان سيتجرعها، لم تُثنِ عزمه عن أن يستمر في إتمام قصد الآب، وعبَّر عن ذلك قائلاً: «وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي مِنَ الآنَ لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ هَذَا إِلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيدًا فِي مَلَكُوتِ أَبِي. ثُمَّ سَبَّحُوا وَخَرَجُوا إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ» (مت26: 29-30). خرج الرب إلى بستان جثسيمانى، حيث بدأ مشواره المرتقب إلى الصليب، عابرًا وادي قدرون، مُثبِّتًا وجهه نحو أورشليم، وهو عَالِمٌ بكل ما يأتي عليه من خيانة وإنكار وترك من المقرَّبين، ومحاكمات ظالمة، وإهانات نفسية وآلام جسدية، وفوق الكل، الترك الإلهي الرهيب وهو فوق الصليب، عندما اكتنفته الظلمة الدامسة؛ ولكنه قابَل كل ذلك بكل الرضا «الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ» (عب12: 2). كان سروره في أن يُمجِّد الآب، ويرفع آثار الخطية من أمام وجهه، ويضمن مكانًا في المجد لهؤلاء الذين أحبهم وفداهم. لقد قام المسيح من الأموات في اليوم الثالث، فتمَّت كلماته «تُعَرِّفُنِي سَبِيلَ الْحَيَاةِ». بعد ذلك نقرأ عن ارتفاع المسيح ومجده حيث يقول: «أَمَامَكَ شِبَعُ سُرُورٍ. فِي يَمِينِكَ نِعَمٌ إِلَى الأَبَدِ» (مز16: 11). لقد عرف «سُبُلَ الْحَيَاةِ» (مز16: 11؛ أع2: 28)؛ الحياة في ملئها وغمرها هناك في قمة المجد المجيد. إن أسمى قمة في سرور المسيح ليس المجد في ذاته، بل محضر الله! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
قوته ما بين الموت والقيامة |
تأمّلات في الموت والقيامة |
الموت والقيامة |
ما بين الموت والقيامة |
الموت مع المسيح والقيامة معه |