أسباب دفعت الملك سلمان لزيارة روسيا

[Mary Naeem]

أسباب دفعت الملك سلمان لزيارة روسيا

ترى المملكة العربية السعودية، أن روسيا أصبحت لاعبا عالميا رائدا في المنطقة يمكنها الاعتماد عليه لملء فراغ التقارب مع الولايات المتحدة الأمريكية في حال نشوب خلاف بين الجانبين.

تفتح زيارة الملك سلمان، التي بدأت امس الأربعاء، للسعودية فصلا تاريخيا جديدا في العلاقات بين السعودية وروسيا، خاصة أنها المرة الأولى التي يزور فيها العاهل السعودي روسيا منذ عودة العلاقات بين الطرفين عام 1992.

على الرغم من الخلافات، تمكنت موسكو والرياض من تحقيق التفاهم المتبادل بينهما حول القضايا الخلافية، ولكن الأسرار الكامنة وراء قرار الملك سلمان بالقيام بتلك الزيارة في هذا الوقت تحديدا رغم الاستعداد لها أكثر من مرة مسبقا، أثارت جدلا بالساحة الدولية السياسة وسط التساؤلات عن الأغراض الخفية خلفها.

حسابات خارجية
رجح تحليل سياسي نشرته صحيفة "موسكو تايمز" الروسية، أن قرار السعودية تعزيز تعاونها مع روسيا بشكل أكثر نشاطا له علاقة بحسابات الرياض السياسية الخارجية على المدى الطويل.

ورأت الصحيفة، أن الملك سلمان يحاول تأمين دعم دولي لانتقال السلطة من بعده إلى نجله الأمير محمد بن سلمان، مع نفوذه المتزايد في الشرق الأوسط.

رد فعل
المراقبون للعلاقات الروسية السعودية رجحوا أن تكون زيارة الملك سلمان أيضا مكافأة على فعل قام به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مسبقا دون الإعلان عنه، أو دفعة مسبقة من الرياض لفعل تنتظر من موسكو القيام به.

محاربة الأسد
وتزايدت المخاوف داخل روسيا من أي التزام مع السعودية بسبب محاولاتها السابقة رشوة موسكو مقابل التخلي عن دعمها للرئيس السوري بشار الأسد مقابل صفقات طاقة مربحة، وهو ما سيتضح خلال أيام الزيارة أو فور انتهائها.

ملء فراغ
بعد تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط وبلوغها حد الخطورة، بات نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية يتضاءل، وأصبح النفوذ الإيراني في تزايد مستمر، وأصبحت روسيا شريكا مناسبا يمكنه ملء الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة، وقادر على كبح نفوذ طهران.

وفي الوقت نفسه تمتلك موسكو توقعات واسعة النطاق فيما يتعلق بزيارة الملك، خاصة بعد أن فشلت موجة الاجتماعات مع كبار المسئولين السعوديين على مدى العامين الماضيين في تحقيق تعاون فعلي ولم تسفر عن وعود حقيقة تدخل حيز التنفيذ.

إعادة تمهيد
بالرغم من أن الرئيس الروسي والملك السعودي التقيا في وقت سابق، فإن هذه الزيارة تعني إعادة تمهيد العلاقات بنسبة كبيرة حسب "موسكو تايمز"، التي أكدت في تقريرها أكد أن البلدين يقتربا من أهداف سياسية واضحة إقليميا.

واستبعد المحللون أن تساعد هذه الزيارة روسيا على استبدال الولايات المتحدة كحليف رئيسي للرياض، ولكنها من الممكن أن تصبح وسيلة تدبير لبناء الثقة بين الطرفين بشأن التعاون في الشرق الأوسط.
هذا الخبر منقول من : موقع فيتو